مرصد الأزهر..مدينة “بييرا” القطلونية تنتفض ضد الإسلاموفوبيا بعد حرق المسجد

في مشهد تضامني مع المسلمين بعد حرق مسجد مدينة “بييرا” القطلونية، شارك ما يقرب من 500 شخص من أهالي المدينة والشخصيات العامة والسياسيين، جنبًا إلى جنب في تظاهرة حاشدة تنديدًا بالاعتداء الذي اعتبر على نطاق واسع “جريمة كراهية”.

وردد المشاركون شعار “لن ينجحوا في هدم التعايش، أو تفكيك المجتمع”، في رسالة مباشرة لمواجهة خطاب الكراهية وتجاوز الحسابات الحزبية والاختلافات الثقافية والدينية والعرقية.

وخلال مشاركته، عبّر رئيس المسجد، يحيى مختاري، عن تقديره لسكان المدينة، قائلاً: “لقد ألحقوا أضرارًا بالمسجد، لكنهم جعلوا الجالية المسلمة والمدينة أكثر اتحادًا”، مضيفًا أن هذا الهجوم لم يُفقدهم الأمل، بل عزّز إيمانهم بقوة التضامن. وفي ختام كلمته، أكد مختاري أن المسلمين لا يطلبون الانتقام بل العدالة فقط.

في غضون ذلك، أعربت إحدى أفراد الجالية عن ألمها، قائلة: “رؤية خمس سنوات من العمل تحترق في خمس دقائق أمر لا يُحتمل.. هذا المكان لم يكن فقط للصلاة، بل كان بيتًا ثقافيًا واجتماعيًا يجمعنا كعائلات”.

وشدد المشاركون في التظاهرة التضامنية أن “ما حدث لم يكن صدفة، بل نتيجة خطابات سياسية غير مسؤولة تُحرّض على الإسلاموفوبيا”.

بدوره، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن حادثة حرق المسجد في “بييرا” ليست مجرد اعتداء مادي، بل جريمة رمزية استهدفت عمق التعايش السلمي، وأسس التنوع الثقافي والديني في المجتمعات الأوروبية. ومع ذلك، فإن مظاهر التضامن الواسعة التي أعقبت هذا العمل العنصري، تُبرز ما يمكن تسميته بـ”المناعة المجتمعية” ضد التطرف، حيث أظهرت مدينة “بييرا” أن التعددية ليست تهديدًا بل مصدر قوة، وأن التعايش ليس مجرد شعار بل واقع راسخ يرفض أن تهدمه الكراهية.

ويشدد المرصد على أن مواجهة الإسلاموفوبيا لا تقتصر على إدانة فردية للحوادث، بل تتطلب مواجهة جذرية للخطابات السياسية والإعلامية التي تُشرعن الكراهية أو تُبرّرها، وتشمل هذه المواجهة سنّ تشريعات رادعة، وتعزيز التوعية المجتمعية حول أهمية احترام الآخر بغض النظر عن دينه أو ثقافته.

زر الذهاب إلى الأعلى