مرصد الأزهر: استدعاء “الأندلس” في خطاب التنظيم تشويهًا صارخًا للتاريخ ومحاولة بائسة لإعادة إنتاج الماضي بالعنف

صحيفة إسبانية: “القاعدة” يروج لمشروع “الخلافة” من جديد و”الأندلس” على خريطته التوسعية

في محاولة للعودة إلى المشهد العملياتي بعد فقدان أبرز قياداته، نشرت إحدى الأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم “القاعدة” الإرهابي خريطة توسعية بهدف إحياء مشروع “الخلافة”، في إشارة ضمنية إلى الأراضي الإسبانية، وتحديدًا الأندلس.

ووفق ما كشفت عنه صحيفة “لا راثون” الإسبانية فإن التنظيم الإرهابي اعتبر بلاد الأندلس جزءًا من مشروعه المستقبلي “المزعوم” رغم أن الرسالة لم تُسمِّ صراحة، لكنها أشارت إلى مناطق “غرب بلاد الإسلام” ما يظهر بوضوح وجود هذه الأراضي التاريخية ضمن المخطط “الوهمي” للتنظيم.

وقد حملت الرسالة التي بُثت عبر منصات رقمية حملت لغة دينية محمّلة بالحماسة الأيديولوجية، حيث دعت إلى “إسقاط الطغاة” في العالم الإسلامي، و”تحرير” أراضيه من “المرتدين”، وهي نفس العبارات التي يكررها التنظيم في خطابه منذ عقود لتحريض أتباعه وبثّ النزعة القتالية تحت غطاء ديني “زائف”.

وتضمنت الرسالة أيضًا تهنئة لما وصفته بـ “العمليات الناجحة” التي نفذها مسلحو القاعدة في الصومال ومالي، معتبرةً أن هذه الهجمات تمثل خطوة في طريق تحرير “أرض الإسلام” من الغرب إلى الشرق. واتهم التنظيم وسائل الإعلام “المأجورة” – على حد وصفه – لعدم تغطيتها لهذه الهجمات، بهدف التعتيم على “بطولات المجاهدين” التي يراها نورًا سيبدأ من إفريقيا ليعمّ “العالم الإسلامي بأسره”.

وكعادة الخطاب المتطرف الخلط بين الدين والسياسة وإثارة الحماسة بين صفوف الشباب، حاولت الرسالة إضفاء الشرعية الدينية على هذه النزعة التوسعية عبر استدعاء نماذج من التاريخ الإسلامي، والتأكيد على أن “الله أعز أولياءه بالجهاد”.

اللافت في رسالة “القاعدة”، إدراج التنظيم الإرهابي أوروبا على خريطة عملياته، بعد سنوات من التركيز على مناطق التوتر في الشرق الأوسط وإفريقيا، مما يشير إلى محاولة إحياء حلمه العابر للحدود، في وقت يشهد فيه تراجعًا ملحوظًا في نفوذه مقارنة بتنظيم داعش الإرهابي.

بناء على المعطيات الجديدة التي كشفتها الصحيفة الإسبانية، يحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خطورة إدراج مفردات دينية في خطاب “القاعدة” لاستقطاب الشباب؛ لا سيما مع الأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة على وجه الخصوص.

ويؤكد المرصد أن استدعاء “الأندلس” في مثل هذه الخطابات يُعد تشويهاً صارخاً للتاريخ، ومحاولة بائسة لإعادة إنتاج الماضي بطرق لا تمتّ بصلة لتعاليم الإسلام السمحة، التي ترفض العنف وتسعى لنشر السلام والتعايش بين الشعوب.

زر الذهاب إلى الأعلى