“وسطية الإسلام واعتداله”.. ندوة توعوية لـ”خريجي الأزهر” بقنا
“وسطية الإسلام واعتداله”.. ندوة توعوية لـ”خريجي الأزهر” بقنا
عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بقنا، ندوة تثقيفية دينية، بحلقة تحفيظ القرآن بمسجد الفرقان بفرشوط، بعنوان: “وسطية الإسلام واعتداله”، تحدث فيها الشيخ يوسف البدري، الواعظ بالأزهر الشريف، عضو المنظمة، مؤكدًا أن الإسلام منهج وسط في كل شيء، وهذا المنهج هو الذي سماه الله: الصراط المستقيم.
وبين أن الوسطية أحد المعالم التي ميز الله بها أمة الإسلام عن غيرها، {وكذلِك جعلناكم أمّةً وسطاً لِتكونوا شُهداء على الناس}، وأن الإسلام ينفر أشد النفور من التشدد والغلو والتطرف، ويحذر منه أشد التحذير، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هلك المتنطعون”، قالها ثلاثاً، قال الإمام النووي: أي المتعمقون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم، والحديث يبين أن عاقبة الغلو والتنطع هي الهلاك، وهذا يشمل هلاك الدين والدنيا.
وأشار إلى أن المتطرف يسقط عصمة الآخرين، ويستبيح دماءهم وأموالهم، ولا يرى لهم حرمة ولا ذمة، ويتهم الناس بالخروج من الإسلام، أو عدم الدخول فيه أصلاً، وهذا ما وقع فيه الخوارج في العصر الأول، والذين كانوا من أشد الناس تمسكاً بالعبادة، حيث كانوا يقيمون الصلاة والصيام والقيام، ويتلون القرآن، ولكن فسد فكرهم أكثر من فساد ضميرهم، فزين لهم سوء عملهم، فرأوا أنهم على صواب، وضل سعيهم في الحياة الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ومن ثم وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم، وقيامه إلى قيامهم، وقراءته إلى قراءتهم»، ومع هذا قال عنهم: «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، ووصف صلتهم بالقرآن فقال: «يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم»، وذكر علامتهم المميزة بأنهم: «يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان».