خلال الاحتفالات بميلاد النبي ﷺ: ما يحدث للأبرياء من تدمير منازلهم ومستشفياتهم لا يمت بصلة للأخلاق التي جاء بها الأنبياء جميعًا

واصل الجامع عقد أمسياته الدينية، حيث أقام اليوم الأحد أمسية جديدة تحت عنوان: «النبي صلى الله عليه وسلم ومعاملة الأسري»، حاضر فيها فضيلة أ. د/عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وقدمها الأستاذ عماد عطية، المذيع بالتليفزيون المصري.

جاء ذلك في إطار احتفاء الجامع الأزهر الشريف بذكرى المولد النبوي الشريف، وتحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ. د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

أكد الدكتور عبد الفتاح العواري، في افتتاحه للأمسية، على أهمية أن تقتدي الأمة الإسلامية بسيرة النبي محمد ﷺ وتطبيقها في حياتهم اليومية، لأن سلوك النبي ﷺ هو سلوك قويم وهو عنوان رسالته، ومنهج لأمته يضمن صلاح الدنيا وفلاح الآخرة، وقد أشار إلى أن الآية الكريمة “وإنك لعلى خلق عظيم” تلخص جمع النبي لأسمى الأخلاق الحميدة، مبينا أن النزاعات والحروب التي تشهدها البشرية اليوم، وما يرافقها من قتل وترويع، ما هي إلا نتيجة للابتعاد عن هذه الأخلاق النبوية الشريفة، وغياب الضمير الإنساني أمام ما يحدث للأبرياء من تدمير منازلهم ومستشفياتهم، مؤكداً أن هذه الأفعال لا تمت بصلة للأخلاق التي جاء بها الأنبياء جميعًا. 

وأشار فضيلة الدكتور العواري إلى أن الإسلام قد رفع من شأن الأخلاق الحميدة إلى درجة عالية، حتى في أشد المواقف مثل الحرب، حيث أمر النبي محمد ﷺ أصحابه بضرورة التمسك بها حتى مع الأعداء وقد تجلى ذلك في وصيته الشهيرة للجيش الخارج للقتال: “لا تقتلوا امرأة، ولا صبيًا، ولا شيخًا كبيرًا، ولا مريضًا، ولا راهبًا، ولا تقطعوا شجرًا، ولا تهدموا بيتا”، هذه الوصايا النبوية لم تكن مجرد توجيهات عابرة، بل كانت قواعد أخلاقية راسخة تهدف إلى إرساء مفهوم جديد للحروب، يمنع الاعتداء على غير المحاربين ويحفظ كرامة الإنسان والبيئة، هذا القواعد تجلت بوضوح في أخلاق صحابته الكرام وآل بيته الأطهار قال تعالى: ” ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا”. 

وأوضح فضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، إن الأوضاع الراهنة في العالم من إرهاب وقتل للأبرياء، يعود سببها إلى تبني البشرية لقانون الغاب والابتعاد عن الأخلاق التي جاءت بها الأنبياء، والتي دعت إلى الحفاظ على الدين والنفس والمال والعرض، مبينا أن النبي محمد ﷺ قد وضع سياسة حكيمة يحتاجها قادة العالم في السلم والحرب، حيث طبق منهاج ربه سبحانه وتعالى في التعامل مع الأسرى، فكان يطلق سراح الأسير دون إكراه على شيء أو مصادرة لحريته، وذلك عملًا بقوله تعالى: “لا إكراه في الدين”، وهذا المعنى الراقي يظهر بوضوح عندما جاء رجل للنبي ﷺ ومعه امرأة أسيرة، فسألها النبي عن هويتها، فقالت: “أنا ابنة رجل كان إذا لم يجد طعامًا يقدمه لضيفه نحر جواده”، فعرف أنها ابنة حاتم الطائي، فأمر النبي ﷺ من أسرها أن يخلي سبيلها، وقال له أطلق سراحها: “فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق”.

في ختام الأمسية قال الأستاذ علاء عطية، لقد جسد النبي محمد ﷺ، أسمى معاني الرحمة والإنسانية في تعامله مع الأسرى، فلم تكن معاملته ﷺ لهم مجرد سياسة حرب، بل كانت تجسيدًا حيًا لتعاليم الإسلام التي تدعو إلى العفو والرفق، حتى مع الأعداء، ولو نظرنا إلى أسرى غزوة بدر نجد كيف طبق كل معاني الرحمة والرفق في تعامله معهم، كما كان يأمر النبي ﷺ أصحابه بالعطف عليهم وإطعامهم.

يأتي ذلك وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، وباعتماد فضيلة أ.د محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأروقة الأزهرية، ود. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.

زر الذهاب إلى الأعلى