تحليل إحصائية جرائم التنظيمات الإرهابية وجهود مكافحتها في شرق إفريقيا خلال سبتمبر 2025

تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره لشهر سبتمبر 2025 استمرار جرائم التنظيمات الإرهابية في شرق إفريقيا، حيث نفذت 5 عمليات إرهابية، خلّفت 18 قتيلًا، و17 مصابًا.

مقارنة مع أغسطس وحصيلة الضحايا
شهد الإقليم ذاته هجومين إرهابيين فقط في شهر أغسطس 2025، غير أنهما تسببا في حصيلة بشرية أكبر، تمثلت في مقتل 32 شخصًا وإصابة 42 آخرين.

مؤشرات التصاعد والانخفاض

  • تصاعد مؤشر العمليات الإرهابية في شرق القارة بشكل ملحوظ بنسبة 60%.
  • انخفاض عدد الضحايا بنسبة 43.75 %.
  • انخفاض عدد المصابين بنسبة 59.5 %.

يُشير هذا التباين إلى ضعف قدرة التنظيمات الإرهابية على تنفيذ هجمات نوعية واسعة.

التوزيع الجغرافي للعمليات الإرهابية

  • وفقًا لإحصائية شهر سبتمبر، كانت الصومال هي البؤرة الأبرز، بحكم وجود حركة “الشباب” الإرهابية، حيث شنت الحركة الإرهابية عمليتين إرهابيتين أسفرتا عن مقتل 9 مدنيين، وإصابة 14 آخرين.
  • جاءت موزمبيق ضمن المشهد العملياتي، بوقوع عمليتين إرهابيتين خلفتا 8 ضحايا. ما يعكس استمرار نشاط جماعة “الشباب الموزمبيقية” الموالية لتنظيم داعش والتي تنشط في إقليم “كابو ديلغادو” الغني بالغاز الطبيعي شمال البلاد.
  • تعرضت كينيا لهجوم إرهابي واحد، أدى إلى سقوط ضحية واحدة، وإصابة 3 آخرين بجراح. ويعد هذا الهجوم غالبًا مايكون ارتدادًا مباشرًا لعمليات الصومال.
  • تبدو إثيوبيا مستقرة نسبيًا.

⭕ جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية
نفّذت قوات الأمن الصومالية خلال شهر سبتمبر 9 عمليات عسكرية، أدت إلى تصفية 145 عنصرًا إرهابيًا، واعتقال 16 آخرين.

⭕ مقارنة مع أغسطس 2025 لجهود المكافحة
كانت العمليات العسكرية في أغسطس 2025 أوسع نطاقًا وأكثر قوة، حيث بلغ عدد العمليات العسكرية الناجحة 11 عملية عسكرية.

وأدت هذه العمليات إلى تصفية 426 عنصرًا إرهابيًا، واعتقال 2 آخرين، فضلًا عن استسلام 4 طواعية.

⭕ مؤشرات الانخفاض في جهود المكافحة (سبتمبر مقارنة بأغسطس)

  • انخفض مؤشر العمليات العسكرية خلال سبتمبر 2025 عن أغسطس بنسبة 18.2 %.
  • انخفض عدد القتلى من العناصر الإرهابية بنسبة 65.9 %.

⭕ رؤية مرصد الأزهر للوضع الأمني والاستراتيجية
يلفت مرصد الأزهر إلى أن التنظيمات الإرهابية تتبع توجهًا استراتيجيًا يميل إلى تكثيف الهجمات الصغيرة متفرقة جغرافيًا بدلًا من عمليات كبرى، في محاولة لإثبات الوجود.

كما أن هناك تحولًا أمنيًا في العمليات العسكرية يتمثل في التحول من المواجهات الشاملة إلى الاستهداف النوعي؛ حيث كانت العمليات العسكرية في سبتمبر تركز على العدد، بينما في أغسطس كانت تركز على النوعية والاستخبارات.

ويؤكد المرصد أن مواجهة الإرهاب لا تُقاس فقط بعدد العناصر الذين تم تصفيتهم، بل بمدى تراجع قدرات التنظيمات، وقدرة الأجهزة الأمنية على التحول من المواجهة العسكرية المباشرة إلى الضربات النوعية والاستخباراتية الدقيقة. وبذلك، يصبح النجاح مرهونًا بالجمع بين القوة الصلبة المتمثلة في العمليات العسكرية والقوة الناعمة وهي برامج التوعية والتنمية المجتمعية.

زر الذهاب إلى الأعلى