ضمن مبادرة اسمع واتكلم.. مرصد الأزهر يحاضر في الجامعة المصرية الروسية حول “الهوية في عصر الذكاء الاصطناعي والقضية الفلسطينية”

في إطار فعاليات مبادرة “اسمع واتكلم” المستمرة، نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، اليوم الثلاثاء، محاضرة توعوية بعنوان “الهوية في عصر الذكاء الاصطناعي والقضية الفلسطينية”، وذلك في مقر الجامعة المصرية الروسية، بحضور الأستاذ الدكتور شريف فخري، رئيس الجامعة، وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وعدد من الطلاب.

مفهوم الهوية وحماية منظومة القيم
ألقى الدكتور حمادة شعبان، مشرف وحدة رصد اللغة التركية بالمرصد، محاضرته التي استهلها بتعريف شامل ومبسط لمفهوم الهوية، موضحًا أن الهوية هي “مجموعة الصفات والقيم والمبادئ والانتماءات والخبرات والتجارب الحياتية والخصوصية الثقافية التي تشكل الذات الفردية والجماعية”.

وشدد على الأهمية القصوى لـ “حب الإنسان لذاته وهويته”، مؤكدًا ضرورة العمل الجاد للحفاظ على الهوية وحماية منظومته القيمية المتأصلة التي تضرب بجذورها في عمق تاريخ الشخصية المصرية، والتي تمثل حصنًا منيعًا ضد محاولات الطمس أو التشويه.

كما تناول دكتور شعبان مجموعة من المصطلحات المرتبطة بالهوية، منها الانتماء والذي يشير إلى الانتساب المقرون بالولاء إلى وطن أو مؤسسة أو عقيدة. ونبه إلى أن “تعدد الانتماءات لا يتعارض مع بعضه بعضا”، محذرًا الشباب من الوقوع في فخ الخطاب الإعلامي للتنظيمات المتطرفة التي تضع جبالاً من الفوارق الوهمية بين الهوية الوطنية والهوية الدينية، في محاولة لشق الصف وتفتيت الولاء.

الذكاء الاصطناعي وسلاح “لافندر” الصـ.هـ.يوني
من جانبه، تناول الدكتور وسام حشاد، مشرف وحدة رصد اللغة العبرية بالمرصد، مخاطر الذكاء الاصطناعي كاشفًا عن خطورة استغلال الكيان الصـ.هـ.يوني للتقنيات المتقدمة في ممارساته العدوانية.

وأشار الدكتور حشاد إلى أسماء مثل نظام “الخزامى” و”لافندر” (Lavender)، موضحًا أن هذه التقنيات تُستخدم بصفة منهجية في “تعقب الفلسطينيين واعتقالهم وتدمير منازلهم” كما شهد قطاع غزة. وشدد على أن التقنية أصبحت أداة حرب غير تقليدية تُستخدم لارتكاب جرائم ضد الإنسانية واسعة النطاق.

وفي ختام مداخلته، أكد المشرف بالمرصد على أهمية زيادة وعي الشباب بالقضية الفلسطينية، وضرورة فهم “المخططات التي تحاك ضد عالمنا العربي”، محذرًا بشدة من الانخداع بالخطاب الإعلامي الضال والمضلل للكيان الذي يسعى لتغييب الوعي وتشويه الحقائق. كما تطرق إلى الدور المصري المحوري والتاريخي في دعم القضية الفلسطينية.

وقد شهدت الندوة تفاعلاً كبيرًا من الحضور، حيث تخللها مداخلات قيمة ونقاشات مثمرة من قِبل الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس، مما أثرى النقاش وأكد على أهمية الدور الذي يلعبه مرصد الأزهر في تعزيز الوعي بالقضايا الوطنية والعربية والدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى