وزير تعليم الاحتلال يوعز بتشديد الرقابة على تدريس التوراة وتعزيز الهوية اليهودية في المدارس

استكمالاً للإجراءات السياسية الهادفة إلى تغيير هوية الأرض المحتلة، وفي خطوة تسعى من خلالها سلطات الاحتلال إلى تهيئة الأجيال الناشئة لخدمة الأهداف السياسية الصـ هـ يونية، أصدر وزير التعليم الصـ.هـ.يوني، يوآف كيش، تعليمات جديدة إلى مديري المناطق في الوزارة، بهدف تشديد الرقابة على المؤسسات التعليمية التي لا يدرس فيها كتاب التوراة المقدس، على أكمل وجه.

كما وجه الوزير بتعزيز الإشراف والرقابة على مضامين دروس الإثراء المعرفية الخاصة بالهوية اليهـ ـودية ضمن برنامج الـ”جيفين”، الذي تخصص له نسبة 4% من ميزانيات المدارس في إطار برنامج “שורשים-الجذور”، وذلك بعد تلقي شكاوى حول استخدام هذه الميزانيات لأغراض أخرى لا تتصل بالبرنامج الديني.

كان كيش أعلن قبل نحو ستة أشهر، عن خطة لإحداث تحول شامل في المنظومة التعليمية، تتضمن زيادة حصص الدراسات اليهـ ـودية أربعة أضعاف، وتخصيص ميزانيات إضافية كبيرة لتنفيذ ذلك على حساب مواد أخرى، مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية وغيرها، وذلك خلافًا لتوجهات الوزارة في السنوات الأخيرة، والتي منحت مديري المدارس الحرية في اختيار برامج إثرائية تتناسب مع طبيعة كل مدرسة ومجتمعها المحلي.

ووفقًا لبيان وزارة التعليم الصـ.هـ.يونية، طُرحت أمام المديرين قائمة اختيارية تشمل برامج تطبيق الطقوس اليهـ ـودية، وإقامة احتفالات بالأعياد الدينية و”السبت”، وإنشاء حدائق لزراعة النباتات السبعة المذكورة في التوراة.

وفي سياق متصل، بادرت جاليت ديستل أتبريان عضو الكنيست من حزب الليكود، إلى طرح فكرة مشروع قانون جديد يسمح للطلاب بوضع التفلّين –تميمة الصلاة، وهي عبارة صندوق مصنوع من جلد الكوشير يوضع على الجبهة، ويلف الخيط على اليد اليسرى لأنها أقرب إلى القلب، ويحتوي على رقاع مكتوبة يدويًّا بفقرات من التوراة، بالإضافة إلى السمامح بإقامة الصلاة في المدارس.

وإذ يتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف التطورات الأخيرة في الأراضي المحتلة، يرى أن هذه الإجراءات تمثل امتدادًا لمسار تديين التعليم الرسمي والفضاء العام في الأراضي المحتلة، في إطار سياسة حكومية أوسع لترسيخ الهوية الصـ هـ يونية. ويؤكد أن الدوافع وراء هذه الخطوات سياسية وأيديولوجية بالدرجة الأولى أكثر من كونها تربوية وتعليمية، إذ تسعى سلطات الاحتلال من خلالها إلى إعادة مركزية التعليم االديني في تشكيل الهوية الصـ هـ يونية المختلقة، بما يخدم الأجندة السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى