العلامة القوصى.. وموقف لا ينسى

بقلم د. السيد أحمد مرجان / عميد كلية الشريعة والقانون بدمنهور

كان أول تعاملى مع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر فى برنامج سفراء الأزهر ومواجهة التطرف الفكرى عندما ألقيت محاضرة تحت عنوان (الإرهاب والأمن القومي) فى ديسمبر ٢٠١٦ وقد شرفت بتكريم من فضيلة أ.د. محمد عبد الفضيل القوصى نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة وعضو هيئة كبار العلماء ووزير الأوقاف السابق. وذلك قبل أن أكون عضوا بالمنظمة بفرع البحيرة والمشاركة فى العديد من اللقاءات والندوات والمعارض.

ويشاء القدر أن يجمعني بفضيلته وأجاوره وأجلس بجانبه عندما كنت رئيسا لقسم القانون العام بكلية الدراسات العليا على مدار ثلاث جلسات بأيام مختلفة لأعرض اللائحة الموحدة المقترحة للقطاعات الثلاثة بمجلس كلية الدراسات العليا وبحضور أ.د. أشرف عطيه نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا عمداء كليات قطاع أصول الدين واللغة العربية والشريعة والقانون وكان آنذاك أ.د. محمد المحرصاوى عميدا لكلية اللغة العربية بالقاهرة وأ.د. عبد الله سرحان عميد كلية الدراسات العليا وحضور رؤساء أقسام القطاعات الثلاثة بمختلف التخصصات وأ.د. عبد الفتاح العوارى وأ.د سامى هلال ود. محمد اللبان وكيل الكلية ود. جميل تعليب ود. جيهان بدوى وغيرهم.

ولقد كان فضيلته يرحمه الله حريصا أشد الحرص على الوقوف على المراد من كل كلمة وعبارة وجملة بمواد اللائحة ويطلب منى إعادة قراءة النص ثانية وثالثة ويستفسر ويدقق ماذا تريد من هذه العبارة وماذا لو كان كذا… وانتهى الأمر إلى موافقته وقوله يرحمه الله لى: ( يا د. مرجان خد بالك وأحرص على الحفاظ على المنهج الأزهرى وعدم المساس به بأى حال وراجع النص القانوني جيدا حتى لا يكون ثغرة لأصحاب النفوس المريضة ممن يعملون ضد الأزهر للدخول تحت عباءته والنيل منه بشكل أو بأخر) وطمأنته وقتها ومعى أ.د. عبد الله سرحان لا تقلق معالى الوزير أعمل جاهدا على حسن صياغة النص وتنقيحه مرات ومرات قبل كتابته فى ضوء قانون الأزهر والقوانين المنظمة الأخرى وكلنا أبناء الأزهر الشريف نفديه بأرواحنا قبل قلمنا وكلمنا.

وتوالت بعدها اللقاءات السريعة الخاطفة حسب حضور فضيلته إما بمجلس الجامعة أو مؤتمر او ندوة وغيره

وأشهد الله عز وجل على دماثة خلقه… وطيب خصاله ومناقبه… وغزارة علمه وفراسته .. وأدبه الجم عند الحوار وإن طلب المزيد من الإيضاح  … وخوفه على المنهج الأزهرى والذود عنه وعدم السماح للتيارات الفكرية المتشددة والمتطرفة والمناهضة له بالنيل منه أو استغلال اسم الأزهر والانطواء تحت لوائه للوصول إلى مآرب خاصة وأغراض شخصية حقيرة تضر بأمن البلاد والعباد

حفظ الله مصر وقادتها وشعبها وجيشها العظيم والأزهر وحفظ الأزهر الشريف جامعا وجامعة وعلمائه ورجاله وجميع منسوبيه من كل مكروه وأذى

و الله العظيم نسأل أن يتغمد فقيد الأمة الإسلامية بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

زر الذهاب إلى الأعلى