واجبنا تجاه نبينا وحبيبنا ( 1 )

بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى ـ مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

اضطربت المواقف – كما هي العادة – إزاء حادثة قتل مدرس التاريخ الذي استثار طلابه واستفزهم بعرض الرسوم المسيئة للنبي “صلى الله عليه وسلم ” ، فجاء رد فعل أحد طلابه ” هو ضربه حتى أرداه قتيلا “..

وقبل البدء في البيان ..

قد يتهمنا البعض بالخضوع لنظرية المؤامرة ، وهذا غير صحيح ..ببساطة لأن سياق المواقف الفرنسية الرسمية وغير الرسمية  أتت بما لا تشتهي السفن ، بما يؤكد أن هذا الأمر وغيره ليس عفويا ، بل هو – والله أعلم –  تم ترتيبه وتنسيقه بشكل استخبراتي لتحقيق العديد من الأهداف ..

منها :

١- تغطية فشل الأنظمة في كثير من الملفات “كما صرح بذلك

 عالم الاجتماع الفرنسي فنسون جيسير ”  .

٢- مغازلة اليمين المتطرف الكاره للإسلام وأهله  ..

وللأسف فإن مرجئة هذا الزمان ، وبعض دعاة الانبطاح

 تناسوا :

– تصريحات ماكرون عندما استفز مشاعر المسلمين المكلومين ممن أهين نبيهم بدعوى “حرية التعبير “..

– تناسوا الاتهامات الرسمية للإسلام بأنه مصدر الشر والأزمات ..

– تناسوا أن شعارات العلمانية الفرنسية التي تنادي باحترام الأديان ، وحرية المعتقدات ،  شعارات مراوغة و زائفة ..

– تناسوا أن التعميم خطأ ، وأن رمي أتباع دين بالتطرف والتخلف أمر سيتولد عنه الكثير من ردود الأفعال  ..

– تناسوا ما يتعرض له المسلمون في العالم من حرب وتهجير وتدمير ..

تناسوا ما تتعرض له الضحية ، وبرروا للجلاد فعله بكل انهزامية .

تعاموا عن المنطق ، وأن لكل فعل رد فعل ..

وليس ذلك فحسب  ..

بل إن أتباع ماكرون اللادينيين في بلادنا العربية حاولوا توظيف الموقف لتحقيق العديد من الأهداف ..

– فقاموا باسترضاء أسيادهم في فرنسا ..

– واستغلال الحدث لتبشيع صورة المسلمين ..

– ثم النفاذ إلى ثوابت الإسلام لضربها ،والتشكيك فيها ، وعمل بلبلة فكرية لدى بعض أبناء الأمة المخدوعين فيهم باسم “التنوير “

فعلى سبيل المثال :

قام إسلام بحيري بالتعليق على الحدث ، مستخدما العديد من المغالطات ، ومحرفا للنصوص عن مواضعها ..

فأتى بآيات مكية نزلت في سياق زمني بعينه ، وكانت تأمر المسلمين آنذاك بالالتزام بالصبر والتحمل ، وعدم رد اعتداء الكفار ،  وعدم استخدام السيف ولو للدفاع عن النفس ، لأن الأمر كان المفاسد كانت متحققة متيقنة راجحة ، وعليه كان درء المفاسد مقدما على جلب المصالح ..

وأهمل البحيري عامدا القرآن المدني ، والذي فيه تفاصيل الأحكام ، ومنها مشروعية رد الاعتداء ، ووجوب الدفاع عن النفس ،  واستخدام السيف  والقتال ضد المناوئين والمعتدين والمحاربين للإسلام وأهله

وقام المدعو إسلام بحيري باستعمال مغالطة “رجل القش ” فأتى بآيات من القرآن المكي ليبطل به كل الأحكام الشرعية المستقرة في ديننا ، مستغلا أن القارئ غير المطلع لا يعرف الفارق بين القرآن المكي ،  والقرآن المدني ،

ولا يدرك الفارق بين المراحل المختلفة للدعوة الاسلامية ك (مرحلةالاستضعاف في مكة،  ومرحلة التمكين في المدينة )

 وكل ما أراد الإسلام البحيري تقريره هو “إبطال روح المقاومة الإسلامية ، وإشاعة الهزيمة النفسية في الناس ، وشرعنة ما يقوم به علمانيوا فرنسا “

فما موقفنا نحن المسلمين من كل هذا النوع من الاستفزاز الذي يتعرض له مسلموا فرنسا وغيرها ؟

زر الذهاب إلى الأعلى