حكاية شارلى إبدو!

بقلم أ.د. أسامة نبيل
جامعة الأزهر
كانت جريدة شارلى إبدو فى بدايتها تسمى هارا كيري Hara Kiri حيث أسست عام 1969. وكانت هارا كيري Hara Kiri تعتمد على الرسوم الكاريكاتيرية للسخرية من الشخصيات العامة والأديان. الغريب فى الموضوع وزير الداخلية الفرنسى ريمون مارسولان Raymond Marcellin قرر مصادرة العدد رقم 94 الصادر بتاريخ 16 نوفمبر 1970 فى اليوم التالى بسبب رسومات تسخر من الرئيس الفرنسى شارل ديجول بعد وفاته. ثم اتخذ قرار بحظر نشر الصحيفة للقُصّر!!! والأغرب أن أصحاب الجريدة قرروا تأليف اسم من شأنه أن يذكر بالمغامرة الفاشلة التي حدثت بعد الرسوم الكاريكاتورية لشارل ديجول. وكان عليهم اختيار اسم “شارل ديجول إبدو” أو “شارل إبدو” ، واختاروا “شارلي إبدو”.
وما أثار انتباهنا فى فى هذه المعلومة، هو موقف الدولة الفرنسية التى لم تجد فى مصادرة العدد الذى سخر من شخصية شارل ديجول باعتباره رمزا للكرامة والعزة والوطنية لغالبية الشعب الفرنسى مساسا بحرية التعبير المزعومة، بينما الذين تشدقوا بها عندما غضب المسلمون أكثر من مرة بسبب نشر هذه الجريدة ذاتها الصور المسيئة للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وطالبوا بعدم نشرها لأنها تجرح أكثر من 2 مليار مسلم يعيشون فى بقاع الأرض شتى.
كنت أتوقع أن يقف المسؤولون فى فرنسا على مسافة واحدة من الجميع ، ولا يظهروا تأييدهم لنشر الجريدة الصور المسيئة لرسولنا الكريم، أو يفتخروا بنشرها انتصارا لحرية التعبير كما يزعمون.
فأين كانت حرية التعبير المزعومة تلك عندما نشرت هارا كيرى نشر صور مسيئة لشارل ديجول رمز الحرية فى الفرنسية؟ أم إنه الكيل بمكيالين؟
يا سادة كل ما نرجوه هو عدم الكيل بمكيالين واحترام الآخر بغض النظر عن العرق والدين واللون، ولا تدفعوا للوقيعة بين المواطنين أولا وبين الشعوب ثانيا، وحكموا صوت العقل والحكمة والإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى