لماذا لم يكن مولد النبي ﷺ في وقت من الأوقات المفضلة ؟ من لطائف المولد

بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى ـ مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

لماذا لم يكن مولد النبي ﷺ في وقت من الأوقات المفضلة ؟

جاء في كتاب (الحاوي للفتاوي) للسيوطي :

فإن قيل :

ما الحكمة في كونه عليه الصلاة والسلام خُصّ مولده الكريم بشهر ربيع الأول ويوم الاثنين ولم يكن في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وفيه ليلة القدر ، ولا في الأشهر الحُرم ولا في ليلة النصف من شعبان ولا في يوم الجمعة أو ليلتها ؟

 فالجواب من أربعة أوجه :

الأول : ما ورد في الحديث من أن الله خلق الشجر يوم الاثنين وفي ذلك تنبيه عظيم وهو أن خلق الأقوات والأرزاق والفواكه والخيرات التي يمتدّ بها  بنو آدم (أي يتزودون ويعيشون) ويحيون وتطيب بها نفوسهم كان في هذا اليوم (وكأن مولد النبي ﷺ وبعثته ضرورة لحياة بني آدم المادية وسعادتهم الروحية أكثر من ضرورة الغذاء).

الثاني : أن في لفظة (ربيع ) إشارة وتفاؤلاً حسناً بالنسبة إلى اشتقاقه ..

 وقد قال أبو عبد الرحمن الصقلي :

لكل إنسان من اسمه نصيب .

الثالث : أن فصل الربيع أعدلُ الفصول وأحسنها وشريعته ﷺ أعدل الشرائع وأسمحها (أي أسهلها وأيسرها) .

الرابع : أن الحكيم سبحانه أراد أن يُشرف به الزمان الذي وُلد فيه ، فلو وُلد النبي ﷺفي الأوقات المتقدم ذكرها ، لكان قد يُتوهَّم أنه يتشرف بها ( أي قد يظن أحد أن النبي ﷺ نال شرفه وبركته من بركة الزمان والأيام الفاضلة ، فأراد الله أن يكون مولده في يوم وشهر لم يثبُت لهما فضيلة معينة ليكون الشرف والبركة من النبي إلى الزمن وليس العكس ).

زر الذهاب إلى الأعلى