العلماء يوضحون الفرق بين الحسد والقضاء والقدر

اشتد اعتقاد الناس في الفترة الأخيرة بالحسد والعين وإنساب كل شر يحدث لهم في حياتهم إليه وغفل عنهم إيمانهم بالقضاء والقدر وأن ليس شرط كل شر يقع أنه من حاسد ينظر لهم فيما أنعم الله عليهم.

قال د. محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، في تصريح خاص، إن الحسد و العين ثابتان بالقرآن والسنة وإجماع الأمة، وأمرنا الله عز وجل أن نصون أنفسنا من الحسد والحاسدين فأنزل المعوذتين في القرآن الكريم.. مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن هناك غبطة فقال ” لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا” فالمراد بالحسد هنا الغبطة وهو تمني أن أكون مثل فلان، أما الحسد في غير هذا الموضع فهو تمني زوال النعمة عن الناس وهو أشر أنواع الحسد.

وأشار أن نبي الله يعقوب خاف على بنيه من الحسد فقال تعالى” وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ” وأما من ناحية العين فالنبي صلى الله عليه وسلم قال “العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر” وقال “الْعَيْنُ حَقٌّ ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ”.. موضحًا أن علاج العين أن يقول الإنسان ما شاء الله لا قوة إلا بالله وعلاج الحسد أن يتعوذ الإنسان بالمعوذتين ويقرأ سورة البقرة دائما وإذا ما تم الحسد وعُرف الحاسد فيجب على الحاسد أن يتوضأ ويرش المحسود بالماء ف إن الله يبرئه ويشفيه.

كما أكدت د. زينب النجار، مدرس مساعد في قسم علم الإجتماع، جامعة الأزهر، خلال تصريحها للرواق، أن الإيمان بالقضاء بالقدر ركن من أركان الإيمان ويجب على المؤمن الإيمان به، قال صلى الله عليه وسلم “الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره” فلا يجوز أن ننسب كل شئ للحسد، وعلاج الحسد يكون بتحصين النفس بالأذكار والقرآن وتفويض الأمر إلى الله، فالحسد مذكور في القرآن ولكن إذا قمنا بنسب كل شئ للحسد يؤدي ذلك من خوفنا من النجاح والعمل والمظهر الجيد، ويجب على الإعلام ودور العبادة القيام بتوعية الناس بالإيمان بالقدر والتحصين من الحسد، وعلى أي شخص يرى شئ جيد أن يقول ما شاء الله لأن الإنسان يمكن أن يحسد غيره أو نفسه أو ماله أو ولده

زر الذهاب إلى الأعلى