أسرار وخفايا عن الإسراء والمعراج


بقلم / أ.د عبدالخالق حسن يونس _ أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب في جامعة الأزهر

لم تكن الإسراء والمعراج رحلة عادية بمقاييس البشر عَبر الكرة الأرضية، إنَّما كانت رحلة غير عادية عابرة للأرض والسماوات العلا، بمقاييس رب البشر.
فبالرغم من قيام جبريل عليه السلام بصفته الملائكية بالرحلة الرسمية الأولى إلى الكرة الأرضية، إيذانًا بنزول القرآن الكريم مع تكرار هذه الرحلات الملائكية على مدار ثلاثة وعشرون سنة نزل فيها القرآن الكريم كاملًا من عند الله، إلَّا أن الرحلة الخاطفة للإسراء والمعراج كانت رحلة رسمية خاطفة إلى الملأ الأعلى بصفات بشرية في حضور جبريل وميكائيل عليهما السلام ومعهما البراق وسيلة مواصلات الملأ الأعلى، ردًا على رحلات جبريل عليه السلام إلى الأرض.
فكان الهدف من رحلة الإسراء والتي بدأت بمكة المكرمة، نقل الخلافة المدنية للكرة الأرضية وفي مركزها مكة المكرمة باعتيارها أم القرى ومنها دحيت الأرض إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم انتهت رحلة الإسراء إلى بيت المقدس بصفتة مركز الدعوة إلى الإيمان بوحدانية الله ووحدة الرسالة.
فقابل محمد صلى الله عليه وسلم، الأنبياء والمرسلين الذي أحياهم الله، من أجل نقل الخلافة الدينية من آدم وأبناءه وأحفاده، إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم .
فكان الهدف من رحلة الاسراء، إعلان من الله أمام كل المخلوقات الموجودة في الكون، (وتحت رعاية جبريل وميكائيل عليهما السلام) بما فيها آدم وأبناءه وأحفاده، بنقل الخلافة المادية والدينية للكرة الأرضية، إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم .
واذا كانت رحلة الإسراء بالجسد، وفيها طغى الجسد على الروح، فإن رحلة المعراج كانت بالروح والتي ذاب فيها الجسد، مع احتفاظ الجسد بمواصفاته البشرية.
ورحلة المعراج، كانت أوَّل وآخر رحلة سماوية، يزور فيها بشر في شخص محمد صلى الله عليه وسلم، الملأ الأعلى في صحبة جبريل وميكائيل عليهما السلام والبراق، سكان الملأ الأعلى.
وكان الهدف من رحلة المعراج، تسليم مفاتيح خلافة الملأ الأعلى إلى محمد صلى الله عليه وسلم، في حضور قادة الملأ الأعلى جبريل وميكائيل عليهما السلام، نيابة عن الله، ثم انتهت رحلة المعراج بتتويج الله لمحمد صلى الله عليه وسلم ، بخلافة الأرض والسماوات السبع.
ومن هنا كانت الإسراء والمعراج، نقلة نوعية هائلة زار فيها محمد صلى الله عليه وسلم، الملأ الأعلى الذي نزل منه القرآن عليه في الأرض، وتمَّ نقل خلافة السماوات والأرض إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن هنا لم يكن من الغريب والعجيب، أن تكون الإسراء والمعراج من الأعمدة السبعة التي بني عليها الكون في الخلافة والأسماء والكلمات والبعث والفناء والإسراء والمعراج.
وإذا كانت كل كلمة ينطق بها الإنسان العادي، وكل خطوة يخطوها في الحياة، فيها إسراء وفيها معراج، فما بالنا بإسراء ومعراج محمد صلى الله عليه وسلم .. وكيف يُنكِر بعض البشر حدوث الإسراء والمعراج.

زر الذهاب إلى الأعلى