دراسة صادمة : 51% من الأطفال شاهدوا أفلامًا غير أخلاقية

الخبراء: يجب تشديد الرقابة الأسرية.. وتطبيق «الحظر التكنولوجى» للمواقع المشبوهة
فى دراسة استطلاعية صادمة كشف موقع «ميرور» البريطانى أن 51٪ من الأطفال بين سن 7 إلى 13 عامًا تعرضوا لمشاهدة الأفلام الإباحية عن طريق الإنترنت، مما ينذر بكارثة حقيقية على الأجيال القادمة؛ فالخطورة لا تكمن فى هدم القيم الأخلاقية لدى النشء فقط، ولكن بالنظر إلى الآثار المترتبة على نفوس الأطفال وتكوين شخصيتهم فى المستقبل، يتضح جليًا حجم القنبلة الموقوتة التى تهدد مجتمعنا، خاصةً مع تطور التكنولوجيا فى السنوات الأخيرة؛ حيث يستطيع المستخدم بلمسة لطيفة على الشاشة أو بتحريك «ماوس» الكمبيوتر الوصول إلى المحتوى الذى يريده، مما دفع متخصصين إلى التنبيه بهذه الكارثة.. مشددين على ضرورة حماية الأجيال الناشئة من تداعياتها، وما قصة الطفلة أميرة، التى راحت ضحية الاعتداء الجنسى من قبل طفلين لم يتجاوزا سن الثالثة عشرة تحت تأثير مشاهدة فيلم إباحى، ببعيدة.
أكد د. محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، أنه يجب على الآباء والأمهات القيام بدورهم فى تربية الأبناء تربية سليمة قائمة على الأخلاق الحميدة، لأن الأبناء أمانة فى أيدى آبائهم، ويجب عليهم صيانتها.. مشيرًا إلى أن الآباء والأمهات مسئولون أمام الله عز وجل عن أبنائهم؛ لأنهم تحت رعايتهم، فعن عبدالله بن عمر، رضى الله عنهما، عن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِى مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ…»، ولذلك يجب على الآباء مراقبة أبنائهم وعدم تركهم فريسة لآفات الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة.
قال د. كمال مغيث، خبير تربوى، إن التكنولوجيا والإنترنت أصبحا مكونًا أساسيًا من مكونات الحياة المعاصرة، فلا نكاد نجد الآن منزلاً يخلو من جهاز كمبيوتر أو موبايل أو غير ذلك من الأجهزة الإلكترونية القابلة للاتصال بشبكة الإنترنت، ومع الأسف كثيرًا ما نلاحظ أن الأم تستعين بالأجهزة الإلكترونية لإسكات طفلها عن البكاء، عن طريق إعطائه الموبايل أو التابلت الموصل بالإنترنت، وهى واثقة من قدرته على إشغال الطفل عن البكاء.
أوضح أنه يجب عدم ترك الأطفال فريسة للتكنولوجيا عن طريق الإشباع النفسى للطفل، باستعادة الجو الأسرى القائم على الحوار بين أفرادها، وتوجيه الأبناء وإرشادهم، والسماح لهم باستخدام الإنترنت، لكن بحد مقبول؛ حتى لا يكونوا منعزلين عن العالم.. مشيرًا إلى أهمية تفعيل الرقابة الأسرية والحرص على عدم تعرض الطفل للمواقع المتخصصة فى نشر محتويات منافية للأخلاق، أو ممارسة ألعاب العنف لما لها من تأثير ضار فى نفوس الأطفال وتكوين شخصيتهم فى المستقبل.
أشار د. جمال فرويز، استشارى الطب النفسى وأمراض المخ والأعصاب، إلى أن مخاطر مشاهدة الأفلام الإباحية على الأطفال تكمن فى الدخول المبكر فى عالم الممارسات الجنسية المنحرفة، وتخلق لديه الشغف فى التجربة، ولذلك كثيرًا ما نسمع عن حوادث اعتداءات جنسية بسبب مشاهدة الإباحية، كما تسبب مشاهدة الإباحية للطفل مشاكل نفسية وتؤثر على تكوين شخصيته، فتجعله يميل للعنف والعدائية.
أضاف أن من أخطار الإباحية على الطفل أيضًا إذا وصل لسن البلوغ أنها تدفعه إلى ممارسة العادة السرية، والتى تؤثر بالسلب على الصحة النفسية والجسدية للشخص، ولذلك لا بد من التوعية بأضرار الإباحية والحرص على تربية الأبناء تربية قائمة على الأسس الأخلاقية السليمة، وتقويم سلوكياتهم غير المرغوبة.
أوضح المهندس رومانى رزق الله، خبير الإدارة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أنه يمكن حماية الطفل من التعرض للمواقع الإباحية بطرق متعددة، مثل تفعيل فلاتر حجب لهذه المواقع.. مبينًا أنه يوجد العديد من الفلاتر الإلكترونية التى يمكن من خلالها حجب بعض المواقع، منها ما تستطيع الدولة فرضه، بحيث تحجب أى موقع عن العمل داخل أى نطاق جغرافى تحت سيادتها؛ كما فعلت بعض الدول، مثل دولة الصين التى حجبت موقع الفيسبوك، كما أن هناك فلاتر شخصية يستطيع الأب أو الأم من خلالها حماية أطفالهما من التعرض للمواقع غير المرغوب فيها، مثل الحجب عن طريق ما يُعرف بالـ DNS وعبر تغيير بعض الإعدادت الموجودة على الراوتر، كما يمكن إنشاء بريد إلكترونى للطفل تحت سن 13 سنة، وهو ما يتميز بالحجب التلقائى للمواقع الإباحية من نتائج البحث على الإنترنت.
أشار إلى أنه يوجد أيضًا العديد من برامج الحجب الخاصة بالهواتف الآندرويد والآيفون التى يمكن استخدامها لحماية الطفل من الدخول للمواقع الإباحية.. مؤكدًا أنه- من وجهة نظره- فإن المنع وحده ليس حلاً لحماية أطفالنا من الدخول لهذه المواقع الخبيثة، خاصةً أن كل ممنوع مرغوب، فإذا ما أثرنا فضول الطفل للوصول إلى محتوى معين عن طريق منعه عنه فإنه يستطيع الحصول عليه بأكثر من طريقة، ولكن لابد من توعية الطفل بخطورة هذه المواقع ومنافاتها للأخلاق والدين

زر الذهاب إلى الأعلى