أيام مباركة لإعادة ترتيب البيت المسلم من الداخل ـ بقلم : إيهاب زغلول
تهل علينا المناسبات الإسلامية مابين الأشهر العربية والهجرية ونفحات شهر رمضان المعظم لتكون بمثابة فرصة سانحة للعودة الحميدة للنفس المسلمة إلى ماهيتها وفطرتها الإنسانية التي خلقها الله وألفها عليها وأحياء الدين والعقيدة في النفوس لتكون فرصة حقيقية لإعادة ترتيب البيت المسلم من الداخل وإصلاح احوال الناس والعباد.
فقد خلق الله النفس على الخير كي تزرعه وتحصده نبتا يافعا جميلا تعمر به الدنيا وتستقيم به الحياة لبنى الإنسان، لكن هناك من يجهلون تلك الحقيقة الجلية، تائهين، غافلين، منخرطين في عرض الدنيا منكبين عليها يعشقون زخارفها وملذاتها وشهواتها الفانية فيعيثون في الأرض الفساد ويتحررون من القيم والمبادئ والأخلاق، ويلهثون وراء الفجور والمجون والعربدة بالنفس والمال والجبروت والصحة والسطوه.
يتكبرون بالنعم التي أسدلها الله عز وجل وأسبغها عليهم لا يشكرون ولا يحمدون يخربون الضمائر ويتاجرون بالدين ويلهثون وراء النفعية البرجماتية والغاية تبرر الوسيلة ميكافيلية بغيضة مهما كانت الطريقة ضد الأخلاق أو الدين أوالضمير ولا عزاء للإنسانية.
ونحن في هذه الأشهر المباركة نرسل دعوة للتصالح مع النفس وإعادة ترتيبها من الداخل والتصالح مع رب العباد قبل أن ينتهي قطار العمر ليصل في محطة النهاية وعندها لا ينفع الندم..
إنها دعوة لهجر القسوة وغلظة القلوب وسوادها الذي أطبق على سلوك أصحابها فأصبح قميئا قبيحا يثير البغضاء ويزرع الكراهية بين الناس.
والسؤال الذي يتردد في ذهني باستمرار.. هب أن هؤلاء لهم عقول مثل عقولنا التي خلقنا الله عليها ألم يحكموها ولو لحظة في مسيرة حياتهم المظلمة؟.. ألم يدرك هؤلاء أن الصبح آت لا محالة وغدا لناظرة قريب .
فما قيمة الأشياء الدنيوية يوم لا ينفع مال أو بنون إلا من ذكر الله بقلب دافئ مطمئن ملئ بالإيمان راسخ بالعقيدة زاهد في دنيا الناس ومطامعها المتكاثرة، أين جبابرة الدنيا وأزمانهم الغابرة وممالكهم الزاخرة؟ كل في فناء والى فناء فالفناء حقيقة راسخة يتجاهلها كثيرون لكنها آتية ولا ينفع ساعتها سوى نفس مطمئنة مؤمنه تائبة طاهرة راجعة إلى ربها..في رحابة ومعيته ومحبته.