د. بديعة الطملاوي: رمضان كفارة لما سبق من الذنوب

كتبت- زينب عمار:

قالت د. بديعة الطملاوي، أستاذ الفقه المقارن والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بالإسكندرية،: لقد أكرم الله- عز وجل- أمة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، بشهر رمضان ليكون كفارة لما سبق من الذنوب؛ ففى الحديث الشريف يقول، صلى الله عليه وسلم، «الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، ورمضان إلى رمضان كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، إذا اجتنبت الكبائر» رواه مسلم، وشهر رمضان شهر كله خير وبركة ففيه نزل القرآن الكريم على رسولنا، وفيه ليلة هى خير من ألف ليلة، من أكرمه الله تعالى بقيامها حيزت له الدنيـا بحذافيرها، لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري، كما أن شهر رمضان فرصة عظيمة لغرس القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة لدى أفراد الأسرة، فهو فرصة تربوية للربط بين سعادة الأسرة باستقبال شهر الخير والبركة، والإقدام على الأفعال الطيبة وحسن الخلق، حيث يتجلى دور الأبوين وبخاصة الأم فى توصية وتعليم أولادها وغرس قيم العطاء والانتماء والصبر، لما منحها الله تعالى من قدرة على التربية حيث تبدأ الأم مع طفلها بالحديث عن فضل الصيام والحكمة من مشروعيته، وأن شهر رمضان من أفضل شهور السنة، فالأم الصالحة المؤمنة تنمى لدى أطفالها الصفات الإيمانية من الأمانة والصدق وعدم الكذب فى كل وقت، خاصة شهر الصيام لما له من حرمة ومكانة عظيمة عند الله، عز وجل، يقول، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِى إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُتب عند الله صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كذابًا».

أوضحت أنه من الأهمية أن تستفيد الأسرة من هذا المناخ الإيمانى فى تربية أولادها على عدم التلفظ بالألفاظ السيئة، وجميع أنواع السباب والشتم، حيث يقول الله تعالى: «ما يلفظُ منْ قولٍ إلاِّ لديهِ رقيبٌ عتيدٌ»، ومنها آفات اللسان والنميمة مع أهمية اصطحاب الأولاد للصلاة، ونظرا للظروف التى تمر بها البلاد على رب الأسرة أن يؤم أولاده وأسرته فى الصلاة لتعويدهم على حب الصلاة لوقتها وزرع القيم الإيمانية، مع أهمية تشجيع الأطفال على تلاوة القرآن الكريم وحفظة واستحباب ختمة فى شهر العبادات وإشراكهم فى أعمال الخير وإفطار الصائم، ليتعودوا على البذل والعطاء والإحساس بالفقير، حتى يصير هذا سلوكهم الدائم بقية شهور السنة، وتحرى ليلة القدر والحرص على القيام والدعاء فيها فعن السيدة عائشةَ رضِى اللهُ عنها قالت: «قلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إنْ علمتُ أى ليلةٍ ليلةُ القدْر؛ ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللَّهُمَّ إنَّك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ، فاعفُ عنا» رواه الترمذي، وقال تعالى: «إذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان».

زر الذهاب إلى الأعلى