دفاعاً عن شيخنا الإمام الطيب

▪️بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

▪️مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

مؤسسة الأزهر الشريف كمؤسسةٍ دينية ، تقوم بدورها بتَوضيح صحيح الدين وما اختلف أو خفي منه .

ونوَضِّح أنّ دين الإسلام دين يرفض كلَّ مظاهر العنف ويقدّس الحياة الزوجية ويدعو إلى إدارتها بتعقّلٍ وبصيرة وإذا ما تأزّمت الأمور بين الشريكين ولم تجد المفاوضات نفعاً فقد كفل لهم الإسلامُ فرصةً أخرى كي يبدأ كلّ منهما حياةً جديدة مستقلّة ربما تمنحه قدرَ ما يستحقّ من السعادة والحياة الآمِنة .

الأزهر يتعامل مع القضايا الإسلامية بصفة عامة وقضايا المرأة بصفة خاصة على طريقة الطبيب الماهر الحاذق لمهنته ؛ فهو يتعامل معها بمهارة ويتبع الحوار الهادئ في علاج القضايا الشائكة .

وهذا يعطيه فرصة كبيرة لدراسة القضايا بتأنٍّ ومراجعة الأدلة والقواعد الفقهية والأصولية والواقع كي يصدر حكمه في هذه القضايا”.

فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لا يقارن بهؤلاء المتطاولين عليه تعليما وخلقا وحين يرد على أحدهم يكون رده دائما مقنعا وعقلانيا وبعيدا عن أساليب الحواري التي يجيدها هؤلاء .

وأحسب أن هؤلاء النفر قد أساؤوا إلى أنفسهم وأسدوا إلى شيخ الأزهر ومؤسسته العريقة معروفا كبيرا حيث فضح أفكار هؤلاء وتفاهتهم، وأنهم ملقنون يملى عليهم ما يقولون، وأنهم يجيدون الهدم ولا يعرفون البناء، فهنيئا للأزهر وشيخه ولأصحاب العقول .

شيخ الأزهر هو أكثر مَن يمكن الرهان والاعتماد عليه ؛ فقط يحتاج شيخنا إلى مَن يتعامل مع كل كلمة يقولها من منطلق الفهم لموقعه وقدره .

إن موضوع ضرب الزوجة الناشز أسيء فهمه.

? شيخنا الجليل الإمام الطيب تحدث عن موضوع ضرب الزوجة وقال :

القرآن الكريم والفقه الإسلامي الصحيح تعرضا للظلم في هذه المسألة ، بسبب ما توقعه كلمة الضرب من اثر ثقيل على النفس البشرية ، التي لا تقبل أن يضرب إنسان إنسانًا ، فالإسلام نفسه لا يقبل أيضًا بذلك ، ويجب أن يكون مفهوم الضرب واضحًا للناس .

وموضوع الضرب للزوجة الناشز وهو في حقيقته ضرب رمزي أبيح في حالة معينة وباعتباره دواء لعلة طارئة يجب أن نفهمه فهمًا صحيحًا بعيدًا عن كلمة الضرب التي يتخيلها الناس.

إن ضرب الزوجة ليس مطلقا لكن الضرب الرمزي يأتي في حالة المرأة الناشز كحل ثالث، إن لم يصلح معها النصح والهجر ، وهذا الضرب الرمزي له ضوابط وحدود .

ويستخدم في حق الزوجة التي تريد أن تقلب الأوضاع في الأسرة وتتكبر على زوجها .

فالضرب هنا يكون لجرح كبرياء المرأة التي تتعالى على زوجها .

وضرب الزوجة موضوع يساء فهمه لدى كثيرين ، رغم ما حددته الشريعة الإسلامية من ضوابط وحدود ، بحيث يكون رمزيا لا يحدث أذى جسديًّا أو معنويًّا لأن غرضه التهذيب لا الإيذاء .

أن خيار الضرب مباح للزوج إذا وجد نفسه أمام زوجة ناشز وتأكد له أن هذه الوسيلة الوحيدة هي التي سترد الزوجة .

فيباح له أن يلجأ إلى الضرب .

فالضرب كأصل ممنوع في الإسلام ، ولأنه استثناء فقد وضعت له شروط حازمة وضرب الزوج لزوجته يكون بهدف الإصلاح لا العدوان.

?كما أنه لا يجوز أن يبدأ العلاج بالضرب بل يبدأ بالموعظة ثم الهجر في المضجع ثم يأتي بعد ذلك الضرب كما قال القرآن الكريم .

قال تعالى:

﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾
النساء: 34
وهذا النوع من الضرب لا يكون على الوجه ، بل يكون ضربًا رمزيًا كأن ينكز الرجل زوجته بسواك أو عصى صغيرة تكون فى يده بحيث لا تؤذى الزوجة ، بهدف كسر تكبرها وتجبرها فقط .
وذلك بنية الإصلاح ومن منطلق محبة الزوج لزوجته وحرصه على الحفاظ عليها كما يفعل الأب أو الأم مع الابن أي أنه ليس من قبيل العدوان ، لأنه إذا كان من قبيل العدوان فهو محرم.
ولنا فى رسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وهو قدوة المسلمين حيث قالت عنه السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها :
“ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله” .
شيخ الأزهر الإمام الطيب هو أكثر مَن يمكن الرهان والاعتماد عليه ؛ فقط يحتاج شيخنا إلى مَن يتعامل مع كل كلمة يقولها من منطلق الفهم لموقعه وقدره .

زر الذهاب إلى الأعلى