الخلافة والبيعة في الإسلام
بقلم فضيلة الشيخ/ محمد كريم
رئيس فرع المنظمة بالبحر الأحمر
تابع العالم –بفرح شديد- مقتل المدعو ابراهيم الهاشمي القريشي زعيم داعش ومعه مجموعة من اصحابه الدواعش، فهذا الحدث الهام الذي يقضي على الرأس المدير لهذا التنظيم -تنظيم داعش- ان الدواعش فئة مأجورة باعوا ضمائرهم بحفنة من الدولارات ويدعون الخلافة دون استحقاق ودون أن تتوفر لديهم شروط البيعة أو الخلافة، ان الدواعش ضلوا السعي وانتهكوا ما حرم الله واستهواهم الذهب.
من الغريب ان ذيول ابراهيم الهاشمي يحاولون –بعد مقتل زعيمهم وعدد من كانوا معه- يحاولون جمع فلولهم والتقاط أنفاسهم لاحياء هذا الكيان المتهالك المسمى داعش فهم يحاولون اختيار بديل لزعيمهم المقتول، ويحاولون –عبثا- مشروعية هذا العمل الاجرامي الذي تقوم به عصابة منهم دون ان تكون لهم قدم على الطريق السوي والصحيح ولن يصلوا إلى مبتغاهم لأنه مبني على أساس هش وغير سليم وباطل وما بني على باطل فهو باطل
تروج من جديد جماعات الفكر المتطرف وتلوح أنها هي وحدها التي بيدها الحل والعقد وأنها هي القادرة على القيام بخلافة المسلمين انها فئة ضالة ومضلة لعبت الاهواء والشهوات برأسهم واعتقدوا كذبا انهم لهم الخلافة والبيعة.
هيهات هيهات فلن يجلس على كرسي البيعة او الخلافة او الرئاسة الا رجل توفرت لديه شروط من عدل وامانة وانصاف وتدين وحرص على دين المسلمين ودنياهم، وهم من كل ذلك براء، فما عرفوا في حياتهم إلا القتل والسلب والنهب ومعاداة الاخر وتدمير الاوطان.
البيعة في الاصطلاح: العهد على الطاعة. كأن المبايع يعاهد من بايعه على أن يسلم النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين، وهذا مدلولها في اللغة والشرع وهو المراد في الحديث عن بيعة النبي صل الله عليه وسلم ليلة العقبة وعند الشجرة.
وقد كانت مبايعة المسلمين للرسول صل الله عليه وسلم انما هي مبايعة لله تبارك وتعالى : قال تعالى< إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم> (ايه 10 سورة الفتح).
وقال تعالى< لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم الله ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا> ( اية 11 سورة الفتح). والبيعة الصحيحة هي بيعة أهل الحل والعقد وهم علماء المسلمين ورؤساؤهم ووجوه القوم ممن تتوفر لديهم العدالة والرأي والحكمة والتدبير، ونظام الحكم في الاسلام لا يعتمد على الخلافة وانما هي كانت ايام النبي صلي الله علية وسلم ونظام الحكم مدني يتغير مع تغير الزمان والمكان.
في النهاية أن المارقون وجماعات الفكر المتطرف، قد غرهم عنفوان الزيف فانخدعوا وفاتهم أن زحف الدين يقرب، هل يصدقون؟ وهل في الطوق ما زعموا؟ والله قد كذبوا والله قد كذبوا.