رئيس الجالية الأذربيجانية فى مصر لـ «الرواق»:وهبت حياتى لخدمة «الوافدين»
تخرجت فى الأزهر منذ 20 عامًا.. وأعمل أستاذًا بجامعة القاهرة
نوفر السكن والمنح للدارسين.. من أجل التفرغ لتحصيل العلوم المختلفة
الدكتور سيمور نصيروف، هو أحد خريجى الأزهر الشريف فى عام 2002، جاء إلى مصر ضمن بعثة الطلاب المتفوقين من دولة أذربيجان، ودرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، وبعدها التحق بدار الإفتاء المصرية للتدرب على الفتوى، ثم اتجه للدراسات العليا، وفضل المعيشة بالقاهرة والعمل بها، وعدم العودة مرة أخرى إلى بلده.
عمل أستاذًا للغة الأذربيجانية بجامعة القاهرة، وانتُخب رئيسًا للجالية الأذربيجانية فى مصر، وبعد ذلك قام بتأسيس جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية فى القاهرة من أجل خدمة الطلاب الوافدين وتعليمهم صحيح الدين؛ حتى يعودوا لبلادهم سفراء لنشر المنهج الأزهرى الوسطى، ومحاربة الأفكار المتطرفة، التى تنشرها جماعات الإرهاب والتطرف.
يقول د. سيمور نصيروف: جئت إلى مصر فى عام 1995 بدعوة من الأزهر الشريف لاستكمال الدراسة التى بدأتها فى جامعة باكو الإسلامية فى أذربيجان، وكانت تلك الدعوة فى إطار التعاون بين الأزهر وإدارة مسلمى منطقة القوقاز التى تشمل 10 دول، منها: الشيشان، وإنغوشيا، وطاجيكستان، وجورجيا، وأرمينيا، أما إدارتها فتكون فى أذربيجان، وكنت ضمن الطلاب المتفوقين، الذين وقع عليهم الاختيار للدراسة فى الأزهر الشريف.
أضاف: عندنا جئت للأزهر بدأت بدراسة المعادلة من أجل الالتحاق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، حتى تخرجت فيها عام 2002؛ لأكون الطالب الأول ضمن بعثة أذربيجان، الذى يتخرج فى جامعة الأزهر الشريف، وبعدها التحقت بدار الإفتاء المصرية.
أوضح أنه فى بلاده يعتبرون كل من تخرَّج فى الأزهر الشريف له القدرة على الإفتاء فى كل ما يخص أمورهم الدينية، وكان ذلك سببًا كافيًا لالتحاقه بالتدريب على الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فكانت حياته طوال هذه الفترة تدور حول التدرب على الإفتاء وحضور دروس العلم بأروقة الجامع الأزهر، حتى حصل على إجازات عديدة فى مختلف العلوم الشرعية.
أكد أنه قضى 4 سنوات من أجل التدرب على الإفتاء؛ لدراسة كل ما يحتاج إليه المفتى من أصول الفقه والمواد الشرعية واللغة العربية وعلم المواريث والقضايا المعاصرة.. مشيرًا إلى إعداد أبحاث عدة داخل الدار، وقضاء سنة كاملة للتدرب المباشر على الإفتاء من خلال مجالسة العلماء والتعلم منهم، والتعامل المباشر مع الفتاوى أمامهم.
أشار إلى أن كل هذا قد ترك فى داخله إحساسًا كبيرًا بالمسئولية تجاه أمة الإسلام، تتمثل فى ضرورة نقل المنهج الأزهرى الوسطى إلى كل من يطلبه ويبحث عنه، وهو ما يتطلب منه المداومة على الاطلاع والتعرف على الجديد فى الفتاوى الدينية من أجل ترجمة كل ذلك ونقله إلى بلده أذربيجان.
أشار إلى دراسته الماجستير فى قسم اللغة العربية بالجامعة الأمريكية المفتوحة تحت عنوان: «الحركة الأدبية فى أذربيجان حتى القرن العاشر الهجرى»، وكلها من المصادر العربية فقط.. لافتًا إلى أن سبب اختيار هذا الموضوع هو مقتل شيوخ وأدباء مسلمين فى أذربيجان على أيدى تابعين للاتحاد السوفيتى السابق حتى أصبح الشعب لا يعرف علماءه وشيوخه، وكان مُجبرًا على قراءة التاريخ الذى كُتب بأيدى السوفيت، الذين أكدوا فيه مرارًا وتكرارًا لشعب أذربيجان أن الإسلام سبب التخلف فى العالم كله.
أوضح أنه عندما بدأ دراسته فى مصر فوجئ بإسهامات كثيرة لعلماء أذربيجان فى مختلف العلوم والدراسات الإسلامية، وهو ما دفعه لاختيار موضوع الماجستير لإحياء دور هؤلاء العلماء وتعريف شعبه بهم؛ لكى يفتخروا بعلمائهم المسلمين.
أكد أيضًا أن موضوع رسالة الدكتوراه الذى جاء تحت عنوان: «جهود علماء أذربيجان فى خدمة العلوم الدينية»، كان أيضًا يبحث عن الهدف نفسه، وهو استكشاف التاريخ الذى لا يعرفه أحد عن أذربيجان، خاصة عن علمائها وعلومها.
أوضح أن له نشاطًا خدميًا بجوار عمله بجامعة القاهرة، وهو خدمة الطلاب الوافدين وتوفير البيئة المناسبة لهم من أجل المسكن والمأكل ودراسة العلوم الدينية؛ حتى يصبحوا سفراء حقيقيين لنشر الإسلام الوسطى الحنيف طبقًا للمنهج الأزهرى.
أضاف: فى البداية قمت بتخصيص عمارة بمنطقة غمرة بمحافظة القاهرة، بالتعاون مع أحد رجال الأعمال لسكن الطلاب الوافدين، تكون مزودة بكل ما يحتاجه الطالب، وبعدها وفرنا منزلين أيضًا بمنطقة الجمالية، ووصلت الآن إلى 6 أماكن بالمنطقة نفسها، وتم تجهيز كل هذه الأماكن لتدريس المنهج الأزهرى ومنه القراءات العشر وغيرها من العلوم، وقد تخرج فى هذه المدارس طلاب رجعوا إلى بلادهم، وأسسوا مدارس مماثلة لنشر الإسلام الوسطي.
أوضح أنه نظرًا للإقبال الشديد من الدارسين وعدم كفاية الأماكن المخصصة للدراسة، تم تدشين جمعية الصداقة المصرية- الأذربيجانية فى عام 2013 بمنطقة المقطم، والتى تختص بخدمة طلاب الأزهر، ويدرس بها ما يزيد على 1000 طالب من 50 دولة، يتعلمون القراءات العشر الكبرى، واللغة العربية، والإجازات، والخط، والزخرفة، واللغة الأذربيجانية، وجميع هذه الخدمات دون أى مقابل.
أشار إلى أن جميع القائمين على الدراسة والإداريين، من رجال الأزهر الشريف والذين تخرجوا فيه، وذلك من أجل الحفاظ على الهدف الرئيس، وهو إعداد سفراء لديهم القدرة على نشر المنهج الأزهرى الوسطى فى بلادهم بعد العودة إليها مرة أخرى.
أكد أن هناك أشكالًا عدة لمميزات الدراسة بالجمعية، منها توفير المنحة الكاملة والسكن ومستلزمات الدراسة للطلاب، الذين ليس لديهم منحة، ولا يستطيعون الصرف على أنفسهم، وفى هذه الحالة لا يدفع الطالب أى شيء، أو توفير منحة بسيطة للطلاب الذين لا تكفيهم أموالهم، أو توفير السكن فقط للطلاب الذين لديهم منح تكفيهم، والسكن هنا يكون شاملًا مكانًا للإقامة وتكاليف الخدمات والمرافق، مثل: الكهرباء والغاز والمياه والإنترنت والهواتف.
أشار إلى أن هناك بعض الشروط التى لا تنازل عنها من أجل الدراسة بالجمعية، أهمها أن يكون الطالب أزهريًا، ولديه إثبات قيد بالأزهر الشريف، وإقامة مصرية، وألا يكون قد رسب مرتين خلال دراسته الرسمية بالأزهر؛ لأن معنى تكرار الرسوب أنه طالب غير مجتهد، ولا جدوى من قبوله بالدراسة لدينا مرة أخرى.
أما عن الهدف الأساسى من الدراسة، فقد أكد أنه إعداد سفراء لنشر المنهج الأزهرى الوسطى الأصيل، والذى يعد السبيل الأوحد لمحاربة التطرف والتعصب فى شتى بقاع العالم، بالإضافة إلى خدمة الإنسانية فى أى مكان.