كيف ننال عفو الله عنا؟
بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى _ مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
قال الإمام الغزَّالي: “العَفُوُّ : هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي ، وهو قريب من الغفور ولكنه أبلغ منه ، فإن الغفران ينبئ عن الستر ، والعفو ينبئ عن المحو ، والمحو أبلغ من الستر ” .
فمن عفا الله عنه لم يحاسبه ، بل أنسى الملائكة الحفَظة ما فعل من الذنوب .
ولذا علَّم النبي صلى الله عليه وسلم عائشة إن وافقت ليلة القدر أن تدعو :«اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» . صحيح الجامع [4423]وهذا يدل على مكانة منزلة العفو عند الله وعظمتها وضرورة اهتمام العبد بها.
أما كيف ننال عفو الله عنا، فوسائله كثيرة، منها :
- الدعاء
بدعاء العفو كما في حديث عائشة رضي الله عنها :اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» . - سرعة الاستغفار والندم بعد الذنب ، وعدم الانتظار فلعله أورث النسيان :
ففي حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
«إِن صاحب الشِّمال ليرفع القلم سِتَّ ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء ، فإِن ندم واستغفر الله منها ألقاها ، وإلا كُتِبت واحدة» .صحيح الجامع [2097]وهذا بخلاف الحسنة التي يكتبها ملك الحسنات على الفور ويكتبها عشرًا لا واحدة ، ذلك تخفيفٌ من ربكم ورحمة . - التوبة الصادقة :
والتوبة عمل صالح يمحو العمل السيئ : «وأتبع السيئة الحسنة تمحُها»
صيح الترمذي [1987] - العفو عن المسيء وقبول عذر المعتذر : وذلك رجاء أن يعاملنا الله بالمثل ، كما فعل أبو بكر الصديق مع مسطح بن أثاثة بعد أن وقع في عِرض ابنته عائشة فحين أنزل الله : {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور من الآية:22]فهمها أبو بكر وعمل بها على الفور فقال : “بلى ، والله إني لأحب ان يغفر الله لي”
ثم عفا عن مسطح .