? وصايا لاستقبال شهر رمضان
?️ بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى / مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
نتعرّف على فضائل شهر رمضان ، وشرف مكانته ، فهذه المعرفة تجعلك تقدره حق قدره ، وتغتنمه كأحسن مايكون ، تذكّر أنّ رمضان هو شهر المغفرة والرحمة ، فكم أعتقت فيه من رقاب ، وغُفرت فيه من ذنوب ، ورُفعت فيه من درجات .
نتعلّم أحكام الصوم حتى تُكمِل صيامك ، وتؤديه على أكمل وجه ، فالصائمون كُثر ولكنّ ثواب صيامهم متفاوت .
ومن أعظم أسباب التفاوت :
تكميل الصوم بتأديته كاملاً موفوراً بواجبته وسننه وآدابه .
وهذا أمر ميّسر ، فانظر هدي النبيﷺ في الصوم ، وانظر كتباً مختصرة في أحكامه تعرّفك ماتحتاجه .
نتخفّف من الذنوب والمعاصي .
فهي أكبر عائق لاغتنام مواسم الخير ، وأعظم سبب للحرمان ، وصاحبها معَاقب وهو لايشعر ، فتجده يدرك مواسم الخير ويخرج منها وهو لا يشعر بقيمتها ، ولا يعرف فضلها .
فعلينا بأن نجدّد التوبة قبل رمضان ، ونجددها إذا دخل رمضان بل وفي كل يوم ، ولنوقن أنّ رحمة الله قريبة من المقبلين عليه .
القراءة في سير الصالحين .
سلفنا الصالح سادة العبّاد والصالحين عرفوا فضل العبادة ، وأيقنوا بمنزلة رمضان فاغتنموه حق الغنيمة ؛ فتجد أحدهم يصلي غالب الليل ، ونُقلت لنا عنهم صوراً عجيبة لختم القرآن ، وكذلك في الصدقة والبر ونحوها ، فالقراءة في سيرهم تحفّز النّاس على التشبه بهم ، ومجاراة صنيعهم ، فالنفس مولعة بالتأسي ، فدونك سيرهم تأمّل فيها لعلها تكون حافزاً لاغتنام الشهر .
النية الصادقة والعزيمة الجادة .
سببان عظيمان بعد توفيق الله في اغتنام رمضان .
فانوِ هذه الأيام : الجد والإجتهاد ومضاعفة العبادات في شهر رمضان ، وأيقن أنّ الله مطلّعٌ على نيتك ، عليمٌ بسريرتك ، فمتى مارأى منك الصدق ، سددك وأعانك .
نضع نقاطاً أساسية تسعى لتحقيقها في هذا الشهر أولها وأعظمها :
المحافظة على الصلاة في أول وقتها ، والحرص على سننها ومنها :
إلزام النفس بقيام رمضان من أول ليلة حتى نهايته ومنها :
قراءة القرآن كل يوم .
والمحافظة على الذكر ، ولزوم الدعاء ونحوها .
وأيقن أنّ من فعل ذلك كان من الرابحين في رمضان .
البيئة الصالحة خير معين لك لاغتنام رمضان .
فهيئ بيئتك التي تعيش فيها من بيت وصحبة لتعينك على طاعة الله ، واغتنام الشهر .
كم من إنسان نفسه تتوق للطاعة ، ولديه رغبة جادة لفعل الخير ولكن يحول بينه وبين تحقيق مقصده البيئة المحيطة به فكن جاداً في هذا الأمر ، ولا تساوم فيه
التهيئة النفسية
حدّث نفسك عن رمضان ، ذكّرها بفضائله ، اجعلها تشتاق إليه ، ومنّي النفس ببلوغه .
رغّبها باستغلاله ، وبيّن لها فضائله ، وأنّه من أعظم المواسم لزيادة الإيمان ، ورفعة الدرجات في الجنان .
فهذه الأمور ونحوها تجعل النفس تتهيأ لاغتنام الشهر على أكمل حال .
الإكثار من الدعاء .
جميع ماسبق وغيره لا يملكه إلا الله عز وجل .
فأكثر من الدعاء ، وألح في المسألة ، وكرر الطلب أن يوفقك الله ويعينك ويسهّل لك طاعته ، ويُحببها إلى نفسك ، ويهيئ لك من الأسباب ماتكون عبداً صالحاً في رمضان ، مغتنماً لأيامه ولياليه .
الله يحبك أن تكون صالحاً ، وأنت تدعوه وتفتقر إليه بهذا الطلب ، أيعقل أنّه لا يحققه لك .