«خريجي الأزهر»: جماعات التطرف استخدمت الجهاد والخلافة استخدامًا خاطئًا.. وانحرفت إلى مسالك العنف والتدمير
قال د. إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر،: إن العالم الحقيقي لا بد أن يستقي مفاهيمه من السلف الصالح، فجماعات العنف والتطرف استخدمت بعض المصطلحات والمفاهيم استخدامًا خاطئًا، خاصة في مفهومي الجهاد، والخلافة، وانحرفت بفكرها هذا إلى أن سلكت مسالك العنف والتدمير.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي عقدتها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بمقرها الرئيس بالقاهرة، تحت عنوان «مفاهيم يجب أن تُصحح» (الخلافة.. البيعة.. أهل الحل والعقد..الجهاد)، وشارك فيها نخبة من علماء الأزهر الشريف في الداخل والخارج، وتم بث هذه الورشة عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
أكد الهدهد، أن مصطلح الخلافة ليس أصلاً من أصول الدين ولو كان غير ذلك ما تغير اسم الخليفة في عهد عمر بن الخطاب ليصبح أمير المؤمنين، فالشريعة الإسلامية لاتقف عند ألقاب معينة، لكنها تضع خطوطًا رئيسة عامة، ثم تترك للأمة كيفية التطبيق.. مشيرًا إلى أن استخدام الجماعات الإرهابية مصطلح “الخلافة الإسلامية” للترويج لصحة منهجها، إنما هو استخدام للمصطلحات الدينية في غير محله، كما أن دعوتها المزيفة للمطالبة بمبايعة زعيمهم والترويج بأن “أهل الحل والعقد” اختاروه ليكون خليفة للمسلمين، إنما هو افتئات على الشريعة الإسلامية وعلى علماء الدين المعتمدين، وما هذه الأعمال الإجرامية إلا محاولات منها لإعادة إحياء تنظيمها المزعوم بعد الهزائم المتتالية التي تعرض لها.
أشار الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية اصول الدين بالقاهرة السابق، إلى أن هؤلاء المتشددين بفهمهم المغلوط عن الخلافة الإسلامية يلوون عنق النصوص من أجل أن يدلسوا على الناس وأن يواروا فضائحهم، وهذا لا يأتي إلا من جماعة استباحت الدماء والأموال، فهم بذلك خوارج العصر؛ لأنهم يكفرون المجتمعات والحكام ولا يمكن أن تثبت لهم خلافة، ثم تساءل: «من الذي أعطاهم الحق أن يكونوا خلفاء؟».
وقال العواري: إن البيعة العامة تتم الآن عن طريق صناديق الاقتراع وإن السلطات في المجتمع موزعة وكلها تخرج من الشعب، واختيار الرئيس ينبع من هذه السلطات، ومن هنا تسقط دعوى هؤلاء المجرمين القتلة في كونهم بايعوا خليفة لهم، فهذا ليس بخليفة.
أضاف د. عبدالفتاح خضر ، عميد كلية أصول الدين بالمنوفية، أن هناك دولة هي التي تقرر متي تحارب وأن ولي الأمر هو الذي يتخذ هذا القرار، وليس جماعة أو فئة بعينها، وإلا عمت الفوضى في المجتمعات، ولو فهم هؤلاء المعنى الحقيقي للجهاد، لكان الأولى بهم الدعوة إلى الله بالحسنى، قبل أن يحملوا السلاح ويصوبوه نحو الأبرياء.