“فضل الشهادة في سبيل الله” في ندوة لخريجي الأزهر بجنوب سيناء
كتبت- زينب عمار:
قام فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بجنوب سيناء، بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية، وتم عقد ندوة دينية تثقيفية بعنوان “فضل الشهادة في سبيل الله”، بمسجد الهدى بمدينة الطور، وقد أشار خلالها الشيخ محمد عبدالمنعم، عضو فرع المنظمة بجنوب سيناء، أن لذة الشهادة في سبيل الله لا يحصرها قلم، ولا يصفها لسان، ولا يحيط بها بيان، وأن نتعرف إلى الشيء بملامحه وسماته، ففيه خيرٌ عظيم من عند الله تعالى، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}.أضاف أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يتمنون الشهادة في سبيله لما لها من هذه المكانة العظيمة؛ فلا يعلمون عنها سوى الطريق الموصل لما أعدّ الله لهم من الجنات، كما أن حنظلة تزوج حديثاً وقد جامع امرأته في الوقت الذي دعا فيه الداعي للجهاد فيخرج وهو مجنبٌ ليسقط شهيداً في سبيل الله، ليراه النبي صلى الله عليه وسلم بيد الملائكة تغسله ليسمى بغسيل الملائكة، هذا وليعلم أن لنيل أجر الشهادة شروطاً، من هذه الشروط: الصبر والاحتساب وعدم الموانع كالغلول، والدَّين، وغصب حقوق الناس، ومن الموانع كذلك: أن يموت بسبب معصية كمن دخل دارًا ليسرق فانهدم عليه الجدار فلا يقال له شهيد، وإن مات بالهدم، وكذلك الميتة بالطلق الحامل من الزنا
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية: عن رجل ركب البحر للتجارة فغرق فهل مات شهيدًا؟ أجاب: نعم مات شهيدًا إذا لم يكن عاصيًّا بركوبه
وقال في موضع آخر: ومن أراد سلوك طريق يستوي فيها احتمال السلامة والهلاك وجب عليه الكف عن سلوكها، فإن لم يكف فيكون أعان على نفسه فلا يكون شهيدًا فمن مات بهذه الميتات وهو موحد فإننا نرجو له الحصول على أجر الشهادة، فرحمة الله واسعة وفضله عظيم فمدار الأمر على النية، فقد يكون في الظاهر في سبيل وفي الباطن غرضه الدنيا أو منصب أو جاه أو غير ذلك.