“تدبرات وتأملات القرآن الكريم، دفع الشبهات عن أعلام السنة النبوية”.. دورة لخريجي الأزهر بالدقهلية

افتتحت اللقاء الدكتورة فاطمة كشك المشرف العام على فرع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر بالدقهلية قائلا مرحبا بكم جميعا في بيتكم ومكانكم مقر للعلم والعلماء وإقامة الندوات والدورات وبنشرف بالأزهرين والعلماء الأجلاء المتواجدين حاليا وبعد فترة من الانقطاع نشرف بإقامة هذه الدورة وبينت بإنها تشتمل علي أربع محاور مهمة من هذه المحاور واشارت الي أن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر فتح المجال للتلاحم بين جامعة الأزهر والمنظمة العالمية لخريجي الازهر والسادة الائمة والوعاظ والمدرسين لنشر صحيح الدين الإسلامي في كافة الارجاء من خلال هذه الدورات التدريبية والأنشطة المتميزة والقوافل والمشاركة الفاعله وبينت بأن الهدف منها التزود بالعلوم المختلفة النافعة ونشر العلم الشرعي وبيان صحيح الدين مع تصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطه والعمل علي التوعية التامة من خلال البرامج المتميزة التي تحتوي عليها هذه الدورة ولقد تم اختيار اربع محاور مهمه أولها

أهمية السنة النبوية المشرفة في فهم الأحكام الشرعية،مقاصد وتأملات سورة يونس وهود ، دفع الشبهات عن أعلام السنة النبوية المشرفة، رابعا أسباب النزول مقاصده وأحكامه

ثم تحدث فضيلة الأستاذ الدكتور فتحي الباز نائب رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر بالدقهلية قائلا:منذ خلق الله سيدنا أدم عليه السلام والي يوما هذا لم تحظي سيرة نبي مجتبي ولا رسول متبع و لاعظيم في شأن من شئون الحياة بمثل ما حظيت به السيرة النبوية العطرة لسيد الأولين والآخرين ورحمة الله للعالمين لان الله تعالي زكاه وأعلى شأنه ورفع ذكره قال تعالي( ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) فإذا كان الله في عليائه وملائكته يصلون على النبي صل الله عليه وسلم والمسلمون الي قيام الساعة يصلون على النبي صل الله عليه وسلم فاي ذكر أعلي واي مقام ارفع وأسمي من هذا المقام الخاص لصاحب الحوض المورود صل الله عليه وسلم ثم أشار الي أن هذه الدورة واختيار سيرة النبي صل الله عليه وسلم ودفع الشبهات عن أعلام السنة النبوية المشرفة وبيان أهميتها محورا مهما للحديث عنهلما نراه من بعض المتخرصون والحاقدين والمنافقين الذين يشككون الناس في ثوابت الدين بحجة الاكتفاء بالقرآن الكريم فقط دون السنة النبوية المطهرة لأنها لا تصلح لهذا العصر الحديث والعمل علي التشكيك فيها وفي حجيتها ومن هذا المنطلق أوضح فضيلة الدكتور فتحي الباز بان الله تعالي تكفل بحفظ دين نبيه الخاتم محمد صل الله عليه وسلم وسخر وقيد رجالا علي مر العصور كان جل همهم وشغلهم الشاغل حفظ هذا الدين والدفاع عنه ومنذ اللحظة الأولي ومن عصر الخلافه الأول أمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه الصحابة الكرام رضي الله عنهم بجمع القرآن الكريم وتدوينه ثم بعد ذلك أمرا سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه بارساء لجنه فنسخ القرآن الكريم وجمعه في كتاب واحد وارسله الي البلدان والامصار وبقي أمر السنة النبوية المشرفة محفوظا في القلوب والعقول حتي بدأت بذرة التدوين وبزغ عصر الصحيحين والسنن والاسانيد وغيرها من المصنفات وما رافقها من أجواء الحفظ والنقد والتدقيق والتحقيق وما نتج عن ذلك من تصفيه لكتب السنة التي بقيت حتي عصرنا هذا تحمل كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن ذلك العصر تأسست أجواء الفهم والتحليل لنصوص الوحي ودراستها وتحليل اشارتها وحراسة مدلولتها وفهمها وتأويلها في ضوابط ومناهج راسخة مرتبطة بمقتضيات اللغة ومحتكمة للشرع وحدوده خوفا من تأويل مجازف أوستنباط مخالف وصيانة لنصوص الوحي من الإسفاف والبعد عن قوانين التأويل المجانبة لقواعد اللغة والشرع من أجل ذلك تشكلت لجان عدة من أصول الدين والفقه تحمل قواعد مستندة الي ادلة شرعية ولغوية معلومة لكل مشتغل في هذا الكون مبين بأن الحداثيون العرب قد اثارو في العصر الحاضر عدة شبهات حول السنة النبوية المطهرة شبهات يشككون بها في ثبوت السنة ويتعسفون في تأويل نصوصها ويقللون من الجهود الضخمة المبذولة في خدمتها ومن اهم المواضيع التي كثر كلامهم حولها موضوع تدوين السنة النبوية المشرفة وتأخر كتابتها والكيفية التي تم بها جمعها ولذلك امام هذا الواقع الصعب كان من الضروري إقامة هذه الدورة المباركة لرد شبهات الحداثيون وغيرهم حول تدوين السنة النبوية والرد عليهم وتفنيد أفكارهم وبيان ما يروجوا له من اباطيل واكاذيب تقدح فيهاوكذلك من أهم الأسباب التي من أجلها اقيمت هذه الدورة أولا : تعالي أصوات هذه المدارس المعاصرة لإعادة قراءة التراث ونقده مدعين أنهم واقفين موقف الداعم للإسلام واخراجه من الزاوية الضيقة التي وضع نفسه فيها ثانيا تغير شريحة المستهدفين من الخطاب العقلي المعاصر فبعد أن كان كتابة هؤلاء في الماضي عبارة عن مقالات يعبر الكاتب عن رأية اضحت اليوم هذه الكتابات تستهدف نخبة المجتمع الإسلامي بأسره حتي تأثرت شريحة كبيرة من المثقفين العرب بل وبعض طلاب العلوم الشريعة بهذه الأفكار ثالثا: تلك الهجمة الكبيرة التي تتعرض لها السنة النبوية المطهرة بقصد الانقاص من قيمتها والابطال من حجيتها رابعا: كثرة الشبهات المثارة حول تاريخ تدوين السنة النبوية اذ يعد هذا الموضوع مدخل لكل ناقد للسنة النبوية المشرفة ثم أشار الي أن القرآن الكريم يعد المصدر الأول للتشريع والسنة النبوية المطهرة هي المصدر الثاني للتشريع تستنبط منها الأحكام بعد القرآن الكريم فهما لا ينفكان عن بعضهم البعض مبينا بأن السنة النبوية المشرفة هي وحي من قبل الله تعالي قال تعالي في سورة النجم بسم الله الرحمن الرحيم( والنجم اذا هوي ماضل صاحبكم وما غوي وما ينطق عن الهوي إن هو إلاوحي يوحي علمه شديد القوي)ثم تحدثت سعادة الدكتورة فاطمة محرز أستاذ الحديث الشريف وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة مثنية علي الأزهر الشريف ودوره الكبير والرائد ومكانته العظيمة في تصحيح المفاهيم ونشر صحيح الدين الإسلامي ثم بينت الدكتورة فاطمة محرز بأن السنة النبوية المطهرة هي في اللغة السيرة أوالطريقة اما في الاصطلاح فمعناها ما أضيف الي النبي صل الله عليه وسلم من قول* حينما نقول قال صل الله عليه وسلم انما الأعمال بالنيات وقوله تبسمك في وجه أخيك صدقه وقوله صل الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله أو فعل* مبينه بأن النبي صل الله عليه وسلم قال صلو كما رأيتموني أصلي فهذا الحديث الشريف يحتوي على فعل وعلي قول أو تقرير مبينا أيضا بأن النبي صل الله عليه وسلم حينا كان ذاهب لغزوة بني قريظة مشجع للصحابة قائل لهم لا يصلي أحدكم العصر الا في بني قريظة ففهمها بعض الصحابة إنما هو حث علي سرعة السير مع أداء الصلاة فصلي بعضهم في الطريق وفهمها أخرون انها علي ظاهرها أننا لا نصلي العصر الا في بني قريظة فوافقهم النبي صل الله عليه وسلم ولم يعترض علي من صل في أول الطريق أو عند وصوله وهذا يسمي تقريرا لأنه وافق الفريقين أوصفة اي صفة خلقية حينما يقول أحد الصحابة الكرام رضي الله عنهم بأن النبي صل الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير حينما يصف طول النبي صل الله عليه وسلم اي لم يكن طولا مكروهأو صفة من أخلاق النبي صل الله عليه وسلم حينما يحكي عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم ويقول كان جوادا كان كريما كان كالقمر صل الله عليه وسلم اذن السنة إصطلاحا: ماورد عن النبي صل الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أوصفة.

واشارت الي أن اكثر الشبهات التي يتذرع بها أعداء الدين للطعن حول السنة النبوية المطهرة بأنهم يطعنون في حجيتها وبينت بأن هناك أدلة كثيرة علي حجية السنة النبوية المشرفة ومنها قول الله تعالي( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فنتهوا)وقوله تعالي) ياأيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)وقوله تعالي (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) وقوله تعالي فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم )وبينت بأن السنة النبوية المشرفة شارحة للقرآن الكريم واشارت الي ان النبي صل الله عليه وسلم تحدث عن الأمور الغيبية التي تظهر في عصرنا الحالي وهذه من معجزاته صل الله عليه وسلم فقال: (لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري! ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه اي إنما يريد ان يكتفي بما جاء في كتاب الله تعالي فقط وهنا ندرك أهمية السنة النبوية المشرفة وحجيتها وأنها لا تنفك أبدًا عن كتاب الله تعالي كونها شارحة ومكملة ومفصلة ومبينة له وبينت ايضا بأن هذه المواقف التي من شأنها الاكتفاء بالقرآن الكريم فقط دون السنة النبوية المطهرة واجهها عمران إبن حصين حينما قال له أحد الناس في عهد الصحابة الكرام رضي الله عنهم حدثنا بالقرآن فقال لهم فهل في القرآن الصلاة ومواقيتها وعدد ركعاتها وهل في القرآن انصبة الزكاة فقال لهم لقد شهدت وغبت أنت عن المجلس فأنا أشرح لكم ما سمعت من النبي صل الله عليه وسلم وأبلغ عنه صل الله عليه وسلم وبينت بأن الإسلام شجع علي طلب العلم و أننا أمة إقرأ فينبغي علينا جميعا أن نقرأ ونتعلم لكي نرد علي هذه الشبهات واشارت الي أن أول ايه في القرآن الكريم هي قول الله تعالي (إقرأ بسم ربك الذي خلق ) فهي تحثنا بوضوح علي العلم والتعلم قال تعالي: إنما يخشي الله من عباده العلماء وقال تعالي: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وبينا بأن النبي صل الله عليه وسلم حث علي العلم والتعلم فقال العالم والمتعلم شريكين في الخير والعلماء ورثة الأنبياءوقال صل الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين وقال صل الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الي الجنة.وبينت أيضا بأن النبي صل الله عليه وسلم كان يشجع الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم وكان صل الله عليه وسلم يزرع روح التنافس بينهما فيقول صل الله عليه وسلم أرحم أمتي بأمتي أبوبكر ،وأشدهم في دين الله عمر، وأكثرهم حياء عثمان ،وأعلمهم بما أنزل الله علي، وأفردهم زيد، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ.

ثم بينت الدكتورة فاطمة محرز بأن أرقي الدول تحضرا وثقافة ما وصولو الي ذلك الا عن طريق العلم والتعلم وتشجيع العلم وبينت بأن ديننا الحنيف حث وعزز وأمر بالعلم والتعلم وطلب العلم في كل وقت وحين.

ولقد أوصي النبي صل الله عليه وسلم بطلبه العلم خيرا في الحديث الذي يرويه أبي سعيد الخضري رضي الله عنه وأرضاه أنه سيأتيكم قوم يطلبون الحديث عني فإذا جاؤكم فألطفو بهم وحدثوهم وفي رواية فرفقو بهم يعني يسرو عليهم والأمر الأخر الأكثر أهمية أنه صل الله عليه وسلم صعد المنبر قائلا: مابال أقوام لا يعلمون إخوانهم ولا يفقهونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم وبينت بأن الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانو يحرصون علي أن يتناوبون علي مجالس العلم في حال إنشغالهم وكذلك إقامة المجالس الليلية أيضا لكي يتعلم الصحابة في كافة الاوقات وبينت ايضا بأن القبائل كانت ترسل الوفود لتعلم العلم كل ذلك من خلال تأكيد النبي صل الله عليه وسلم وحثه للصحابة بضرورة العلم والتعلم فحرصو علي ذلك فبذلو الغالي والنفيس وكل ما تيسرت لهم السبل لكي يصل إلينا العلم فتعلمو وعملوا علي تعليم غيرهم حتي وصل إلينا العلم بطرق كثيرة ومتعددة من خلال الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم وفي نهاية اللقاء

أشارت إلي ان الله تعالي خص أمتنا الإسلامية بأمور كثيرة كما يقول أبو علي الجيلاني من أهمها الإسناد، الأنساب، الإعراب وهذه لم تكن موجوده في الأمم السابقة وبينت بأنه لما أستشعر العلماء بالخطر علي الإسلام ونشأت الفرق والمذاهب الضالة وكثر الكذب والكذابين والمنافقين ودخل الإسلام الكثير والكثير منمن يظهرون اسلامهم ويبطنون كفرهم ونفاقهم وعدائهم هنا وضع العلماء ضوابط للحفاظ على السنة النبوية المشرفة من التحريف والهجوم والكذب علي رسول الله صل الله عليه وسلم فوضعو الإسناد فعملو علي تحجيم الكذابين وعملوا علي تدوين السنة النبوية المشرفة وقامو بعد ذلك علي تصنيف الأحاديث وظهرت المسانيد وتلا ذلك المرحلة بأن أشرقت شمس الكتب الستة وكانت ترتب علي الأبواب الفقهيه حتي رتبت الأسانيد أيضا علي الأبواب الفقهيه وعملوا العلماء أيضا علي جمع الأحاديث الصحيحة والحسنة وكذلك الأحاديث المكذوبة علي رسول الله صل الله عليه وسلم ليعلمها الجميع وتموت في مهدها ولا يكون للكذابين مجال لنشر ها.

ولما اطمئنو علي تدوين السنة النبوية المشرفة ظهرت هناك مرحلة أخري وهو ظهور علم الرجال وهو علم يختص بترجمة كل راوي من رواة الأحاديث من الأسم والكنية والمولد وشيوخه ومؤلفاتة وتلاميذه وأقوال العلماء فيه وترجمه شافية وافية وكافية لكل راوي سواء بالذم أو بالمدح وتم التأليف في الثقات وكذلك الضعفاء ومن أشهر هذه الكتب سير أعلام النبلاء وكتاب الضعفاء والمتركون للبخاري أوللنسائي وغيره وكل هذه العلوم العظيمة والضوابط والروابط التي اتخذها العلماء كنت للمحافظة علي السنة النبوية المشرفة من التحريف والتبديل والتشكيك في مواجهة من يكذب أو يفتري علي رسول الله صل الله عليه وسلم ثم بعد ذلك تم فتح باب النقاشات والحوارات للسادة الائمة والوعاظ الذين أثرو الدورة بمقترحاتهم الطيبة وطالبو بأن يكثف الأزهر الشريف دعمه لنشر هذه الدورات علي قنوات التواصل الاجتماعي والإعلام لبيان صحيح الدين الإسلامي ونبذ العنف ومحاربة الأفكار المغلوطه وبيان منهج الأزهر الوسطي المعتدل المستمد من كتاب الله وسنة رسول الله صل الله عليه وسلم ولا نترك الساحة لغير المتخصصين لينشرو أفكارهم التي تكون سببا في الخروج عن صحيح الدين الإسلامي وكذلك بيان ديننا الحنيف وإظهار الجانب الاقتصادي في الفقه وكيفية معاجة الشريعة الإسلامية للجوانب الاقتصادية والاستعانة والاستفادة من هذه الجوانب الفقهية الثرية خاصة وان ديننا الحنيف ثري بمثل هذه المعالجات لأنه دين صالح لكل زمان ومكان دين يستوعب العام والخاص فيه خبر من قبلكم ونبأ من بعدكم وقال صل الله عليه وسلم تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلو بعدى ابدا كتاب الله وسنتى .والله الموفق والمستعان

المشرف العام علي أنشطة المنظمةالعالميةلخريجي الأزهر بالدقهلية

” الدكتورة فاطمة كشك “

زر الذهاب إلى الأعلى