من معالم الجامع الأزهر.. الأروقة

يُطلق على الأروقة في الاصطلاح “المجالس العلمية” وإضافةً إلى دورها في التعليم، كانت أماكن للإعاشة الكاملة؛ طعاما وإقامة وكسوة ومرتبات ومخصصات كثيرة وخدمات جليلة، تكريما وراحة للدارسين.

بلغ عدد أروقة الأزهر تسعة وعشرين رواقا أنشأها السلاطين والأمراء، وخُصص معظمها للطلاب الفقراء والمنقطعين لطلب العلم وكان معظمهم من الأغراب الذين لا مأوى لهم، وبعضها خُصص لأهل مصر وخاصة من طلاب الريف الذين لا سكن لهم بالقاهرة، مثل رواق الفَشنيية ورواق الصعايدة ورواق الشراقوة ورواق البحاروة إلى غير ذلك من الأروقة.

ولعل من أدلة اجتذاب الأزهر الشريف كبار علماء وطلاب بلاد الإسلام، دون تمييز عنصري أو طبقي، تخصيص الأروقة وفق مناطق المصريين وأقاليم الطلاب الوافدين الأجانب مثل رواق المغاربة ورواق الأتراك ورواق جاوة.
وبسبب تجاور الأروقة وتزاحمها، نُظمت العلاقات بينها بشروط وأنظمة تسري على الجميع، منها سفر الطلاب وأجازلتهم، والتغيب عن الدراسة، وتوزيع الجراية، والانتظار حتى يشغر مكان بالرواق، والتأديب حال الإخلال بأنظمة الأروقة أو حال الخروج على الأعراف المتفق عليها والمعلومة مسبقا.

وكان لكل رواق شيخاً يعتبر بمثابة رئيس أو مدير لمصالح الرواق، يعاونه وكيل يقوم مقامه في غيبته، كما يساعدهما نقيب الرواق، وهو من الطلاب القدامى ويتولى توزيع الجراية والغياب والحضور وغير ذلك، وهناك شاهد الوقف وسقّاء وملّاء وفراشين وخدم ليقوموا برعاية طلاب العلم.

الأروقة في عهد الإمام الطيب:

وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، تمت إعادة إحياء هذه الأروقة مرة أخرى لتعود الدراسة فيها وبالمجان، لتتنوع ما بين رواق القرآن الكريم والتجويد للأطفال والكبار، والذي بلغ عدد فروعه 1073 فرعا على مستوى الجمهورية، وكذا رواق العلوم الشرعية والعربية الذي يقدم تدريس كافة العلوم الشرعية والعربية بالمجان لجميع الراغبين لنهل العلم الوسطي من منبعه الأصيل سواءً بالحضور المباشر أو الدراسة عن بعد، إضافة إلى رواق الخط العربي والزخرفة الإسلامية والذي كان له السبق في تعليم جميع أنواع الخطوط والزخرفة الإسلامية بالمجان للراغبين.

زر الذهاب إلى الأعلى