«الوفاء بالعهود ومكانته العظيمة في الإسلام».. أمسية دينية بمسجد «القرية الحمراء» بمدينة الحمام
مطروح- إلهام جلال
نظم فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمحافظة مطروح، أمسية دينية لرواد مسجد «القرية الحمراء»، بمدينة الحمام، تحت عنوان ««الوفاء بالعهود ومكانته العظيمة في الإسلام»، تحت رعاية فضيلة الشيخ عبد العظيم سالم، رئيس مجلس إدارة المنظمة.
حاضر اللقاء كلا اعضاء المنظمة بمدينة الحمام، فضيلة الشيخ عاصم حماد، مدير إدارة وعظ الحمام، وفضيلة الشيخ محمد السيد، واعظ عام.
بدأ فضيلة الشيخ عاصم حماد، اللقاء بالتأكيد على أن القيم الإنسانية العليا تحتل مكاناً عظيماً في الشريعة الإسلامية؛ ذلك لأن هذه القيم والمبادئ تعتبر قاعدة أساسية لبناء المجتمعات والتواصل البشري والحضاري ما بين مختلف فئات المجتمع وأطيافه بل وحتى في التعاون الدولي ما بين مختلف الدول.
وأشار «حماد» إلى النصوص العديدة التي تؤكد على هذه القيم والمبادئ في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث يقول سبحانه وتعالى في معرض تعداده لصفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس الأعلى من الجنة: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} [المؤمنون: 8] فيراعون العهود والمواثيق، ويفون بها، ولا ينقضونها خيانةً وغدراً وغشاً وخداعاً.
وأضاف عضو المنظمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بين أن الغدر في العهد يعتبر صفةً من صفات المنافقين التي يعرفون بها، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها)، وكذلك تحذيره الحديث القدسي من خطورة وشناعة العهود والمواثيق التي يعطيها الإنسان بالحلف والأيمان المؤكدة ثم لا يفي بها: (قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يومَ القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره).
مشيرا إلي بعض أنواع العقود والمواثيق والتي قد تكون متعلقة بالأسرة، فيفي الزوج بما عليه من حقوق والتزامات تجاه زوجته وأبنائه، وتفي الزوجة كذلك بما عليها من حقوق والتزامات تجاه زوجها وأبنائها، ويفي الأبناء بما عليهم من حقوق تجاه آبائهم وأمهاتهم، وقد تكون هذه العقود والمواثيق، في مجال التجارة وما يكون بين الناس من معاملات مالية، فيلتزم كل طرف من طرفي التعاقد بما عليه من التزامات ولا يماطل بها، وقد تكون هذه العهود والعقود والمواثيق فيما بين الإنسان وبين عموم بني مجتمعه وأمته، مما تستوجب عليه التعامل الحسن، وبذل النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصرة المظلوم، والوقوف مع من نزل به كرب وبلاء، وهكذا في سائر معاملات الناس لا بد من حفظ العهود والمواثيق والوفاء بها.
من جانبه، عرف فضيلة الشيخ محمد السيد، واعظ عام، وعضو المنظمة الوفاء بأنه ضد الغَدْر، فيقال: أوفى: إذا تمم العهد ولم ينقض حفظه، مشيرا إلى ما ذكره الرّاغب بأن الوافي هو الّذي بلغ التّمام من كلّ شيء، وما جاء في كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم بأن الوفاء بالعهود قيمة إنسانيّة وأخلاقيّة عظمى لأنّه يرسي دعائم الثّقة في الأفراد ويؤكّد أواصر التّعاون في المجتمع.
وأكد عضو المنظمة أن الوفاء يختصّ بالإنسان، فمن فُقِدَ فيه الوفاء فقد انسلخ من الإنسانيّة، وقال: جعل الله تعالى العهد من الإيمان وصيّره قواماً لأمور النّاس، فالنّاس مضطرّون إلى التّعاون، ولا يتمّ تعاونهم إلّا بمراعاة العهد والوفاء به، ولولا ذلك لتنافرت القلوب وارتفع التّعايش.
ولفت إلى أن من أنواع الوفاء المطلوبة هو الوفاء مع من ولانا الله عليهم من خدم وسائقين وكل من يعمل تحتنا، وإن أداء حقهم في الوقت المطلوب وبطيب نفس من أنواع الوفاء الجميلة التي تبين رقي النفس وعلو الأخلاق، وجمال الطبع.
موصيا بضرورة صيانة منظومة القيم الأخلاقية في المجتمعات المسلمة، ذلك لأنه بقدر ما يختل منها في معاملات الناس بقدر ما يختل ترابط المجتمع في علاقاته وتتلاشى الثقة بينهم، الأمر الذي يستدعي معه إنشاء منظومة تشريعية تأديبية توازي ما اختل من نظام الأخلاق في الناس صيانة لحالة الترابط في المجتمع الواحد.