مرصد الأزهر: حرب أكتوبر رسالة متجددة إلى كل عدو أن أرض مصر طاهرة لا ترضى تدنيسًا ولا تقبل هزيمة

العدو الـصَهيوني يدرك جيداً قوة مصر وشعبها وجيشها.. ويخشى من التمادي في محاولاته الاستفزازية

حب الوطن فطرة إنسانية رسخها الإسلام في نفس المسلم

 انتصار أكتوبر نتيجة طبيعية لفطرة الإنسان المصري المخلص لوطنه

استمد المسلم من الهجرة النبوية الكثير من الدروس والعبر؛ في مقدمتها حب الوطن الذي شكل فطرة إنسانية لا تقبل المساومة أو البدل، وقد عبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن ذلك بقوله: «واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إلى اللَّهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ»، وفي تلك الكلمات دليل واضح على أهمية الوطن للإنسان، ففيه ولد ونشأ، وفيه ترعرع وكون الذكريات وما تمثله من وقود للحياة.

وعن الوطن يقول أبو حامد الغزالي: “والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص”.

وفي السادس من أكتوبر 1973، ضرب المصريون موعدًا مع نصر رآه العالم نقلة نوعية في فنون الحرب العسكرية، بعد تشدق العدو الصـهـيوني لسنوات بأن اختراق جدار بارليف مستحيل، وأن ظهور المصريين عليه مستحيل، ليخرج المصري المخلص حاملاً روحه وسلاحه عازمًا على إخراج عدوه من أرضه الطاهرة واستردادها منه بأي ثمن، فكان نصر أكتوبر الذي نحتفل به اليوم- مخلدين شهداء ضحوا بأرواحهم من أجل رفعة هذا الوطن واستقراره، وسلامة أجياله.

وبهذه المناسبة، يشد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على يد الجيش المصري الذي يبذل جهده في الحفاظ على تراب الوطن في ظل أوضاع إقليمية متأزمة ينتهزها العدو نفسه بغرض التصعيد وجر المنطقة إلى حرب لا يعلم نتائجها إلا الله. ويؤكد المرصد أن هدم فكرة الوطن شكل ركيزة أساسية في خطابات التنظيمات المتطرفة سعيًا منها إلى تجنيد شبابه في صفوفها أولاً ثم استغلالهم في تنفيذ مخططات الهدم والدمار كما شهدنا في السنوات الماضية في بعض دول المنطقة التي كابدت دمارًا بشريًا وانهيارًا اقتصاديًا ستظل معاناته قائمة لأجيال. ومن ثم، يجدد المرصد دعمه لجهود جميع مؤسسات الدولة المصرية -ومنها مؤسسة الأزهر الشريف- لحماية شباب مصر من براثن التطرف بكل أشكاله، الديني منه والثقافي، باعتبار الشباب عمادَ الوطن في النهضة والبناء الحضاري وردع العدو.

وليعلم الجميع أن من رضي الدنية في وطنه فقد أهان نفسه وضحى بمستقبله، ومن أراد بوطنه شرًا فقد أضر بمن لا قِبَلَ له بتحمُّل أوزارهم؛ وليعلم الجميع أن من جعل الوطن والدين متنافسين فقد خسر الاثنين، فلا قيام للدين بغير وطن آمن مستقر، ولا دفاع عن الوطن بغير يقين ديني يجعل بذل الحياة في العمل بمقام الشهادة، ويجعل الشهادة في سبيل الله والوطن أجلَّ العمل.

كل عام أنتم بخير.. والعقبى في احتفالات كثيرة قادمة.. تحيا مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى