الجامع الأزهر يوضح الرؤية الشرعية والطبية لقضية الرضاعة بملتقاه الفقهي

عقد الجامع الأزهر، حلقة جديدة من ملتقاه الفقهي بعنوان “رؤية معاصرة” ، حيث ناقش في ملتقاه الثالث موضوع “الرضاعة بين الشرع والطب”، وكشف الملتقى المنظور الشرعي الذي يحدد المبادئ الإسلامية حول الرضاعة، والمنظور الطبي الذي يستعرض الجوانب الصحية والعلمية المتعلقة بها، لتقديم رؤى متكاملة تواكب احتياجات المجتمع المعاصر.

وحاضر في الحلقة الثالثة من الملتقى الذي يعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، وتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر ،عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر، كل من: الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر ، وأدار الحوار، د. هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر.

أكد الدكتور محمود صديق ، أن الرضاعة ليست ظاهرة حديثة، بل كانت موجودة في الحضارات والثقافات القديمة وسجلت على جدران معابدهم، موضحا أن الرضاعة الطبيعية تُعتبر فطرة إلهية، ولا يوجد بديل طبي للبن الأم، حيث لا تستطيع أي صناعة مهما كانت متطورة أن تنتج لبنًا مماثلًا، مشيرا إلى أن لبن الأم يكفي احتياجات الطفل خلال الأشهر الستة الأولى من حياته، وأن الأطباء قد يوصون أحيانًا بفصل الرضاعة قبل إتمام العامين إذا لاحظوا علامات الهزال على الطفل.

وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر ، أن الطفل يبدأ في التعلق بأمه منذ فترة الحمل، مما يجعل هذا الرابط قويًا، مشيرا إلى تكريم الأم في القرآن الكريم، حيث ذكر الله تعالى الوصية بالوالدين، وكذلك في الحديث النبوي الذي يبرز مكانة الأم، مؤكدا أن لبن الأم يحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للطفل خلال الأشهر الستة الأولى، وأن حرمان الطفل من هذا اللبن قد يؤدي إلى مشكلات نفسية ومناعية.

وأشار إلى أن عدم الرضاعة قد يعرض الأم لبعض الأمراض مثل سرطان الثدي وسرطان الرحم، داعيا إلى عدم الانسياق وراء الشائعات حول تأثير الرضاعة الطبيعية على شكل المرأة، معتبرا ذلك وساوس من الشيطان، مشددا على أن بنوك الألبان تضر المجتمع من خلال اختلاط الأنساب، محذرا من استخدام الأدوية التي تعزز إدرار اللبن، حيث إن ذلك قد يؤثر سلبًا على هرمونات المرأة.

زر الذهاب إلى الأعلى