مرصدالأزهر يجدّد دعوته لتشكيل قوة إقليمية وتشديد القبضة الأمنية بالمناطق الحدودية في منطقة غرب إفريقيا

في حلقة جديدة من سلسلة العـنف بـ “مثلث الموت” .. مقتل 39 مدنيًا إثر هجوم مزدوج غرب النيجر والجيش المالي ينفّذ عملية عسكرية على الحدود يعتقل فيها أحد قياديي داعش

نقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الدفاع النيجرية نشرتها المتضمنة أهم الأحداث التي شهدتها البلاد خلال الفترة من 12 حتى 14 ديسمبر الجاري، حيث أفادت الوزارة أن 39 قرويًا لقوا حتفهم جراء هجوم مزدوج شنه مسلحون على مدار يومين في غرب النيجر، التي تعرضت خلال الأيام الأخيرة لأعمال عنف شنتها مجموعات مسلحة.

وجاء في بيان وزارة الدفاع في النيجر أن “مجرمين حوصِروا بسبب العمليات المتواصلة لقوات الدفاع والأمن هاجموا بجبن مدنيين عزّل”.

يشار إلى أن منطقة تيرا المتاخمة للحدود بين النيجر و بوركينا فاسو شهدت سلسلة من الهجمات، منها هجوم على سيارة تحمل مدنيين في مدينة تيلابيري على الطريق بين بانكيلا وتيرا ما أسفر عن مقتل 21 شخصً.

فيما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “B.B.C” وإذاعة فرنسا الدولية “R.F.I” أنباء – غير مؤكدة – عن وقوع هجوم مسلح على محلة شاتومان، بمنطقة تيرا، ما أسفر عن مقتل 90 عنصرًا على الأقل من الجيش.

وفيما وصفه البعض بأنه إجراء عقابي ومحاولة للحد من النشاط الإرهابي، نفّذ الجيش المالي عملية عسكرية خاصة على الحدود مع النيجر، أسفرت عن اعتقال قيادي بارز في تنظيم داعش في الصحراء الكبرى يدعى أحمد أغ ديتا، ومقتل عدد من معاونيه. وذكرت مصادر أمنية أن العملية العسكرية نفذتها وحدة من الجيش المالي في محافظة ميناكا، في أقصى شمال شرقي البلاد على الحدود مع دولة النيجر، وهي منطقة نفوذ تقليدي لتنظيم دا-عش الإرهابي، في ضربة قاسية للجماعات الإرهابية في المنطقة، وخاصة تنظيم داعش، الذي يسعى إلى توسيع دائرة نفوذه نحو النيجر وبوركينا فاسو.

وقالت المصادر الأمنية إن أحمد أغ ديتا القيادي بتنظيم دا-عش يتمتع بشبكة علاقات واسعة ومؤثرة، استخدمها لصالح التنظيم، فقد أدى دوراً مركزياً كمسؤول عن توفير الدعم المالي واللوجستي للتنظيم؛ حيث تولى جمع الضرائب المفروضة على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، مما أسهم في تعزيز قبضة داعش على المنطقة الواقعة ما بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، المثلث الحدودي المعروف باسم ليبتاغو غورما، وهو المنطقة الأخطر في الساحل الإفريقي وربما في العالم بأسره حاليًا.

في غضون ذلك، نفذت مجموعة من المسلحين هجوماً في مدينة سيغو، وسط مالي، أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، فيما قالت الحركة الوطنية من أجل الوحدة والإنقاذ، وهي منظمة مجتمع مدني تنشط في وسط مالي، إن حصيلة الهجوم قد ترتفع لتصل إلى 9 أشخاص، بعد مقتل شخصين آخرين في قرية سونفونو.

من جهته يشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية التنسيق بين دول المثلّث الحدودي بمنطقة الساحل وغرب إفريقيا بشكل عام للتصدي لتصاعد وتيرة العنف والإرهاب التي تشهدها المنطقة، لا سيما مع اقتراب عام 2024م من الانتهاء وسعى التنظيمات الإرهابية لتكثيف محاولاتها لتوسيع نفوذها وسيطرتها على الأرض، في ظل انشغال العالم بالصراعات والتغيرات السياسية الحالية.

ولمواجهة العنف ووتيرة الإرهاب المتصاعدة في منطقة “مثلث الموت” يوصي المرصد بعدد من التوصيات، هي:

  1. ضرورة إنشاء قوة إقليمية تضم دول المنطقة لتعزيز التعاون الأمني والعسكري.
  2. زيادة الرقابة وتأمين الحدود بين النيجر، مالي، وبوركينا فاسو للحد من تحركات التنظيمات الإرهابية.
  3. مواصلة العمليات العسكرية التي تستهدف قيادات التنظيمات الإرهابية ومراكز نفوذها، مثل العملية الأخيرة في مالي.
  4. دعم المجتمع الدولي لدول الساحل الإفريقي لمواجهة الإر هاب، سواء ماديًا أو من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية.
  5. تقوية النسيج الاجتماعي عبر توفير الخدمات الأساسية للمناطق المتضررة ومنع التنظيمات الإرهابية من استغلال السكان.
  6. نشر تقارير دورية تكشف حقيقة الوضع في المنطقة وتسليط الضوء على الجرائم الإرهابية.
زر الذهاب إلى الأعلى