ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش “دعوة حكيمة وجاهلية جائرة” غداً
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، عضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، يعقد الجامع الأزهر، غداً ملتقى السيرة النبوية التاسع، والذي يناقش على مائدته “دعوة حكيمة وجاهلية جائرة”.
ويستضيف الملتقى كل من: أ.د. السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقاً، وأ.د نادي عبد الله محمد، أستاذ الحديث وعلومه ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية لشئون الدراسات العليا بالقاهرة، ويُدير الحوار الشيخ وائل رجب، الباحث بالجامع الأزهر الشريف.
وأوضح د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أنه في مكة، ومن أهلها، وعلى فترة من الرُّسل، أرسَل اللهُ محمدًا ﷺ بالهُدى ودين الحق ليُظهِره على الدين كله وليُخرِج الناس من الظلمات إلى النور، وليَهديهم إلى صراط العزيز الحميد، وذلك بعد أن ضرَب الناس في الضلالة، وأمعَنوا في الغَواية، وطال عليهم الأمدُ فقَستْ قلوبهم، دعاهم ﷺ إلى الإيمان بما جاء به ليرتفِعوا بأنفسهم وعقولهم عن عبادة الأحجار التي اتَّخذوها آلهة من دون الله، زاعمين أنها تضُر وتنفع، وأنها تغفِر لهم ما يقترِفون من إثم، وليتَّجِهوا إلى الله الذي خلَقهم وخلَق آباءهم من قبْلهم فيَعبدوه مخلصين له الدين، ويقربوا إليه بالطاعات، فهو وحده الذي تَعنُو له الوجوه وتَخِرُّ له الرؤوس.
لافتاً إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار مساعي الأزهر الشريف في تعميق الفهم بصحيح الدين، مما يساهم في تعزيز الوعي العام حول سيرة النبي ﷺ، داعيًا الجميع للحضور والمشاركة في هذا الحدث المميز، الذي يعكس دور الأزهر الشريف الذي يقوم به فى هذا الصدد.
من جانبه، أضاف د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، بقوله: كانت مرحلة الجاهلية قبل بعثة النبي ﷺ مرحلة قاتمة سوداء، عم فيها الظلام، وخفق فيها نور الهدى والإيمان، ولكن لتلك المرحلة القاتمة المظلمة كانت هناك مواقف تسترعي الانتباه، وتدعو إلى التأمل فيها، وتستحق الوقوف طويلا عندها لا لأجل التسلية والترفيه، ولكن لأجل العبرة والعظة، خاصة إذا قارنا بين تلك المواقف التي حصلت في زمن الجاهلية، وبين المواقف اليومية التي نشاهدها أو نسمع عنها، وتأملنا في الفارق المؤسف بين أخلاق بعض أهل الجاهلية، وأخلاق بعض أهل الإسلام
مشيراً إلى أن قريش رأت أن الإسلام قد انتشر فاجتمعوا واتفقوا على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب، كانوا أبناء عمومة، حتى يسلم إليهم النبي ﷺ ليقتلوه، اتفقوا أن لا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، ولا يجالسوهم، ولا يكلموهم، حتى يسلموا النبي ﷺ، وكتبوا بهذا صحيفة، وعلقوا هذه الصحيفة في جوف الكعبة.
ويأتي هذا الملتقى امتدادا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الأربعاء من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.