“هيئة كبار العلماء”: في مِثْلِ هذا اليومِ الأوَّلِ منْ فبرايرَ عامَ 1928م وُلِدَ أ.د/محمد عبد الرحمن الراوي

أكدت هيئة كبار العلماء، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، في مِثْلِ هذا اليومِ –الأوَّلِ منْ فبرايرَ عامَ 1928م، المُوافِقِ التَّاسعَ منْ شعبانَ سنةَ 1346هـ- وُلِدَ الأستاذُ الدُّكتور محمد محمد عبد الرحمن الراوي، في قريةِ ريفا، التَّابعةِ لمركزِ أسيوط، بمُحافَظةِ أسيوط.
نَشَأَ فضيلتُه نشأةً دينيَّةً؛ حيثُ حفظَ القرآنَ الكريمَ كاملًا في قريتِه في سنٍّ مُبكِّرةٍ، ثمَّ التحقَ بمعهدِ أسيوط الدِّينيِّ، فدَرَسَ أربعَ سنواتٍ في القِسمِ الابتدائيِّ، وخمسَ سنواتٍ في القِسمِ الثَّانويِّ، سافرَ بعدَها إلى القاهرةِ ليطلبَ العلمَ في كُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ، الَّتي حصلَ منْها على شهادةِ العاليةِ، ثمَّ حصلَ على شهادةِ العالِمِيَّةِ معَ تخصُّصِ التَّدريسِ منْ كُلِّيَّةِ اللُّغةِ العربيَّةِ، بجامعةِ الأزهرِ عامَ 1956م.


عُيِّنَ د.محمد الراوي بعدَ تخرُّجِه بقِسمِ الدَّعوةِ في وزارةِ الأوقافِ، ثمَّ أصبحَ مُفتِّشًا عامًّا في مراقبةِ الشُّؤونِ الدِّينيَّةِ، ونُقِلَ بعدَها إلى مَجْمَعِ البُحوثِ الإسلاميَّةِ؛ ليعملَ بالمكتبِ الفنيِّ به.
ابتُعِثَ منْ قِبَلِ الأزهرِ الشَّريفِ إلى نيجيريا؛ لتدريسِ اللُّغةِ العربيَّةِ وعُلومِ القرآنِ، ثمَّ طَلَبَتْ جامعةُ الإمامِ محمد بن سعود الإسلاميَّةُ بالرِّياضِ فضيلةَ الأستاذِ الدُّكتور محمد الراوي، فانتقلَ إليها عامَ 1971م، وطابَ له المقامُ هناكَ، فقضَى في السُّعوديَّةِ ما يزيدُ على خمسٍ وعشرين سنةً؛ عملَ خلالَها مُدرِّسًا للتَّفسيرِ والحديثِ في: كُلِّيَّةِ اللُّغةِ العربيَّةِ، وكُلِّيَّةِ العُلومِ الاجتماعيَّةِ منْ بدايةِ إنشائِها، كما أسهمَ في إنشاءِ كُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ هناكَ، وعملَ بها أستاذًا للقرآنِ وعُلومِه، ورئيسًا لقِسمِ القرآنِ أكثرَ منْ ثلاثةَ عَشَرَ عامًا، وأسهمَ أيضًا في إنشاءِ المعهدِ العالي للدَّعوةِ الإسلاميَّةِ، وقامَ بإلقاءِ المُحاضَرات فيه، وأشرفَ على بعضِ رسائلِ الماجستيرِ فيه، كما أشرفَ على كثيرٍ مِنَ الرَّسائلِ العِلميَّةِ ما بينَ ماجستير ودكتوراه في كُلِّيَّةِ أُصولِ الدِّينِ، وغيرِها منْ كُلِّيَّاتِ الجامعةِ، واشتركَ في مناقشةِ كثيرٍ مِنَ الرَّسائلِ العِلميَّةِ في جامعةِ الإمامِ محمد بن سعود، وجامعةِ أمِّ القُرَى بمكَّةَ المُكرَّمَةِ، والجامعةِ الإسلاميَّةِ بالمدينةِ المُنوَّرةِ، وجامعةِ الملكِ سُعودٍ.
وتقديرًا لمكانةِ فضيلةِ أ.د/محمد الراوي اختارَه الإمامُ الأكبرُ الأستاذُ الدُّكتور أحمد الطيب شيخُ الأزهرِ الشَّريفِ؛ ليكونَ واحدًا مِنَ الأعضاءِ المُؤسِّسين لهيئةِ كبارِ العُلماءِ بعدَ عودتِها مرَّةً أُخرَى، وذلك بناءً على قرارِ رئيسِ الجمهوريَّةِ رَقْمِ (24) الصَّادرِ في السَّابعِ والعشرين منْ شعبانَ سنةَ 1433هـ، المُوافِقِ السَّابعَ عَشَرَ منْ يوليو 2012م، وقدْ كانَ لفضيلتِه جهدٌ مشكورٌ في كلِّ الموضوعاتِ الَّتي تناولَتْها الهيئةُ بالبحثِ والدِّراسةِ، كما كانَ فضيلتُه عُضوًا في مَجْمَعِ البُحوثِ الإسلاميَّةِ.
هذا، وقدْ أثرَى فضيلةُ الأستاذِ الدُّكتور محمد الراوي المكتبةَ الإسلاميَّةَ بكثيرٍ مِنَ المُؤلَّفاتِ القيِّمةِ، ومنْها: «الدَّعوةُ الإسلاميَّةُ دعوةٌ عالَمِيَّةٌ»، «كلمةُ الحقِّ في القرآنِ الكريمِ: موردُها ودلالتُها»، «حديثُ القرآنِ عنِ القرآنِ»، «القرآنُ الكريمُ والحضارةُ المُعاصرةُ»، «القرآنُ والإنسانُ»، «الرَّسولُ في القرآنِ الكريمِ»، «الرِّضا»، «منهجُ الأنبياءِ في الدَّعوةِ إلى اللهِ»، «كانَ خُلُقُه القرآنَ»، «المرأةُ في القرآنِ الكريمِ».
كما كانَ لفضيلتِه جهودٌ عِلميَّةٌ ودعويَّةٌ كثيرةٌ داخلَ مِصرَ وخارجَها، ومنْها: إلقاءُ سلسلةِ مُحاضراتٍ عامَّةٍ استمرَّتْ لمدَّةِ خمسِ سنواتٍ في نيجيريا، عنوانُها «بيانُ هدايةِ القرآنِ الكريمِ ومقاصدِه»، وله كثيرٌ مِنَ المُحاضَراتِ في الرِّياضِ بالمملكةِ العربيَّةِ السُّعوديَّةِ، ومنْ هذه المُحاضراتِ: «وحدةُ المسلمين في مُواجَهةِ الأخطارِ: سبيلُها وغايتُها»، «القرآنُ الكريمُ بينَ الدِّراسةِ والتَّطبيقِ»، «مكانةُ الأمَّةُ الإسلاميَّةُ في تحقيقِ السَّلامِ العالميِّ»، «المُسلِمون بينَ ثباتِ القرآنِ ووثباتِ المدنيَّةِ»، «قضيَّةُ السَّلامِ في ميزانِ الإسلامِ».
ونالَ فضيلةُ الأستاذِ الدُّكتور محمد الراوي شَرَفَ الاشتراكِ في التَّوعيةِ الإسلاميَّةِ في الحجِّ خمسةَ عَشَرَ عامًا؛ لنشرِ التَّوعيةِ بينَ حجَّاجِ المُسلِمين.


أمَّا عنِ البرامجِ الدِّينيَّةِ فلفضيلتُه أحاديثُ كثيرةٌ على مدارِ سنواتٍ طويلةٍ في إذاعةِ وتلفزيونِ المملكةِ العربيَّةِ السُّعوديَّةِ، وجمهوريَّةِ مِصرَ العربيَّةِ، ودولةِ قطرٍ، ودولةِ الكويتِ، وغيرِها.
ولعلَّ أبرزَ ما قامَ به فضيلتُه عملُ مُقدِّمةٍ للمُصحفِ الوثائقيِّ الَّذي جَمَعَتْه إذاعةُ القرآنِ الكريمِ بالقاهرةِ؛ حيثُ جَمَعَتْ بينَ القُرَّاءِ القُدامى ووَصَلَتْ بينَهم في مُصحَفٍ مُتكامِلٍ بلا انقطاعٍ، وهذه المُقدِّمةُ لما يُتلَى في كلِّ صباحٍ منْ إذاعةِ القرآنِ الكريمِ بالقاهرةِ، فسَجَّلَ (392) حلقةً، كانَتْ تُذاعُ يوميًّا قبلَ تلاوةِ القرآنِ في إذاعةِ القرآنِ بالقاهرةِ.
وبعدَ عُمُرٍ مديدٍ قضاه الأستاذُ الدُّكتور محمد الراوي داعيًا إلى دينِ اللهِ، حاملًا رسالةَ الإسلامِ، مُدافعًا عنْها، وافَتْه المنيَّةُ في يومِ الجُمُعةِ السَّابعِ منْ رمضانَ سنةَ 1438هـ، المُوافِقِ الثَّانيَ منْ يونيه عامَ 2017م.

زر الذهاب إلى الأعلى