الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش غدًا: “أعمال القلوب بين الشرع والطب”
يأتي هذا اللقاء برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف،عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر، حيث يعقد غدًا الجامع الأزهر الملتقى الفقهي بين الشرع والطب الخامس عشر بعنوان “رؤية معاصرة”، والذي يناقش على مائدته: “أعمال القلوب بين الشرع والطب”. ويستضيف الملتقى: أد إسلام شوقي عبد العزيز، أستاذ ورئيس قسم امراض القلب بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، وعضو مجلس الإدارة، والرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب، ويُدير الحوار د. هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر.
وأكد د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة هامة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مؤكدًا أن النصوص الشرعية -مِن كتاب وسنة- حافلة بإظهار شرف القلب وأهميته وعظم تأثيره، وأنه مناط التكليف؛ حيث أن الإسلام والإيمان والإحسان وما يتبع ذلك كله من عبادات باطنة، محلها القلب. وهو مَحَلُّ نظر الله تعالى، قال ﷺ: “إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم؛ ولكن ينظر إلى قلوبكم”. وقد علق النبي ﷺ صلاحَ الفرد بصلاح القلب، فقال: “إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.
من جانبه، أشار د. هاني عودة إلى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا على ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية.
وأضاف فضيلته بقوله: أعمال القلوب في الإسلام شأنها كبير، واختلالها هدم لعبادات الجوارح من صلاة وصيام وحج ونحوها. فمثلاً: اختلال الإخلاص قد يؤدي إلى الشرك أو النفاق، وهو هادم لعبادات الجوارح كلها. ووقوع المسلم في الكبر مانع من التواضع، وهو عبادة قلبية، والكبر مانع من دخول الجنة ابتداءً، مهما كان للعبد من أعمال صالحة، وحسناتٍ كثيرة، إلا أن يشاء الله تعالى، أو يتوبَ المتكبر، فقد أخبر النبي ﷺ أنه “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر”.
ويأتي هذا الملتقى امتدادًا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.