ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش “المنهج النبوي في تأسيس الأمة الإسلامية داخلياً وخارجياً” غداً
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، عضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، يعقد الجامع الأزهر غداً ملتقى السيرة النبوية الخامس عشر، والذي يناقش على مائدته “المنهج النبوي في تأسيس الأمة الإسلامية داخلياً وخارجياً”.
ويستضيف الملتقى كل من: أد. السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقاً، وأد. حسن القصبي، أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، ويُدير الحوار الدكتور ، رضا عبد السلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق.
وأوضح د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية بقوله، أرسى النبي ﷺ أسس دولة المدينة الثلاثة، بناء المسجد النبوي، ثم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ثم بعد ذلك وضع وثيقة المدينة التي كانت بمثابة الدستور لتلك الدولة الناشئة. واستكمالاً لهذه الأسس أخذ النبي ﷺ بتأسيس الأمة الإسلامية من نواحي عدة. هذه النواحي أعطت صورة واضحة عن المنهج النبوي الموحى به من الله عزّ وجلَّ في تنظيم دولة رسالية مكلفة بنشر الدعوة في جميع أصقاع الأرض، ولتكون هذه الدولة المثل الأعلى لمن يريد أن يقيم دولة قوية من الناحية الداخلية والخارجية.
لافتاً إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار مساعي الأزهر الشريف في تعميق الفهم بصحيح الدين، مما يساهم في تعزيز الوعي العام حول سيرة النبي ﷺ، داعيًا الجميع للحضور والمشاركة في هذا الحدث المميز، الذي يعكس دور الأزهر الشريف الذي يقوم به فى هذا الصدد.
من جانبه أضاف د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، بقوله: دخل النبي ﷺ يثرب (المدينة المنورة) وأهلها مجموعات مختلفة في عقيدتها، متباينة في أهدافها، متفرقة في حياتها، وقد كانت هذه المجموعات على قسمين: عرب من قبيلتي الأوس والخرزج بينهما حروب وخلافات شديدة، ويهود من عدة قبائل: بنو قينقاع وكانوا حلفاء للخزرج، وبنو النضير وبنو قُريظة حلفاء للأوس. وقد بدأ النبي ﷺ منذ وصوله إلى المدينة المنورة في إنجاز المهمة الكبيرة الملقاة على عاتقه في مطلع المرحلة الجديدة من الدعوة، والتي تستهدف الإصلاح والتأليف بين القلوب، وبناء الدولة الإسلامية الجديدة على أسس راسخة.
مشيراً إلى أن النبي ﷺ دخل المدينة، وقد استقرت عزيمته على بناء الدولة من كل النواحي ولا يتم ذلك إلا عن طريق التغيير الشامل لما هو موجود في المدينة من الفساد المستشري في أوضاعها، وإزالة المعالم التي من شأنها أن تثير الأحقاد بين سكانها، وإرساء قواعد جديدة للأمة التي يريد تكوينها، وذلك لكي تستطيع حمل أمانة الرسالة. فالرسول ﷺ يدرك أن المجتمع القوي يكون قادراً على الصمود في وجه الأعاصير، وأن المجتمع المتماسك والمتراص يفرز جيشاً قوياً متراصاً، ولا يسمح هذا التماسك بوجود الثغرات التي تهدده من الداخل.
ويأتي هذا الملتقى امتدادا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الأربعاء من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.