مدريد تدفع ثمن دعمها لغزة.. ومرصد الأزهر يشيد بتضامنها: زمن الصمت لم يعد جارياً

تصاعد التوتر الدبلوماسي بين إسبانيا والكيان الصهيوني، حيث اتهم الكيان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيث، بقيادة “حملة صلـيبية معادية لإسرائيل” و”موقف غير أخلاقي” بعد دعوته لتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان، وحظر تصدير السلاح إليه.

ووفقًا لصحيفة “إلديباتي” الإسبانية الصادرة في 26 يونيو 2025، لم تتوقف انتقادات الكيان عند اللغة الدبلوماسية، بل اتهمت مدريد بـ”الانحياز المتعمد” و”التحريض السياسي”، معتبرة أن موقف سانشيث يعكس “سوء فهم” و”تضليلاً متعمدًا” للرأي العام الأوروبي.

تأتي هذه الحملة على خلفية المواقف المتقدمة التي اتخذتها الحكومة الإسبانية مؤخرًا، والتي تزامنت مع مظاهرات جماهيرية واسعة في إسبانيا تندد بـالإبادة الجماعية في قطاع غزة وتطالب بوقف فوري لتصدير الأسلحة ومحاسبة قادة الاحتلال. ورفض سانشيث ووزير خارجيته، خوسيه مانويل ألباريس، تبريرات الاحتلال حول “الحق في الدفاع”، مؤكدين أن ما يحدث في غزة يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.

وعن بيان سفارة الكيان الصهيوني في إسبانيا؛ فقد أصدرت سفارة الكيان في إسبانيا بياناً شديد اللهجة جاء فيه: “حتى قبل أيام قليلة فقط، كانت الصواريخ الباليستية الإيرانية تسقط طيلة اثني عشر يومًا متتالية على المدن الإسرائيلية. في خضمّ هذا العدوان، اختارت الحكومة الإسبانية عدم الإدانة -ولو لمرة واحدة – للهجمات المتعمدة والمستمرة ضد المدنيين الإسرائيليين، وبدأت حملة معادية لإسرائيل. وبدلاً من ذلك، دعت إلى تعليق الاتفاقيات الأوروبية وفرض حظر على الأسلحة على الدولة التي كانت تتعرض للهجوم! هذا ليس أمرًا مؤسفًا للغاية فحسب، بل إنه أمر لا يمكن الدفاع عنه أخلاقيًا”.

وأضاف البيان أن موقف إسبانيا يضعها “في أكثر المواقع تطرفًا ومع مرور الوقت في عزلة متزايدة عن الموقف الأوروبي تجاه الشرق الأوسط، ويضعها، للأسف، في الجانب الخاطئ من التاريخ”.

ويشيد مرصد الأزهر بالموقف الإسباني ويؤكد أن الانحياز الاسباني للقضية الفلسطينية -حكومة وشعباً- يعد نموذجاً يحتذى به، فحين تتحول الكلمات إلى مواقف وتصطف الدول إلى جانب الشعوب المظلومة، فإننا أمام خطوة متقدمة نحو استعادة المعايير الإنسانية التي لطالما تم خذيانها باسم المصالح الجيوسياسية.

وتابع: إن إسبانيا قد أظهرت أن صوت العدالة والدفاع عن كرامة الإنسان لا يزال ممكناً، وبهذا تكتب إسبانيا -ومعها أحرار العالم- فصلاً جديداً من فصول التضامن مع فلسطين وتثبت أن زمن الصمت لم يعد جارياً وأن الكلمة حين تنحاز للحق تصبح أقوى من رصاص المحتل.

زر الذهاب إلى الأعلى