مسلحون مرتبطون بـ “داعش” يقتلون 66 مدنيًا شرقي الكونغو.. ومرصد الأزهر يدعو إلى دعم حكومات المنطقة في مواجهة الأيديولوجيا المتطرفة
نشر مرصد الأزهر عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أنه قُتل ما لا يقل عن 66 مدنيًا في هجوم وحشي نفّذه متمردون تابعون لجماعة القوات الديمقراطية المتحالفة (ADF)، المصنفة كفرع لتنظيم داعش الإرهابي في وسط إفريقيا، وذلك في منطقة إيرومو التابعة لمحافظة إيتوري شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأضاف أنه قد وقع الهجوم بين يومي 10 و11 يوليو الجاري، واستُخدمت فيه أسلحة بيضاء ومناجل لذبح الضحايا، في مجزرة راح ضحيتها نساء وأطفال، فضلًا عن اختطاف عدد غير معروف من السكان. وقد وصفت بعثة الأمم المتحدة في المنطقة، على لسان المتحدث باسمها جان توبي أوكالا، ما حدث بأنه “حمام دمّ حقيقي”، يفضح مدى التوحش الذي تنتهجه هذه الجماعة الإرهابية بحق الأبرياء العزّل.
وأشار إلى أنه تأتي هذه المجزرة في وقت يشهد فيه شرق الكونغو اضطرابات أمنية متزايدة، حيث تتنازع عشرات الجماعات المسلحة على النفوذ، وسط تحديات اقتصادية وإنسانية جسيمة، تؤثر سلبًا على حياة الملايين من المدنيين. ورغم الجهود الإقليمية والدولية لاحتواء الصراع، فإن العنف المتكرر يُنذر بكارثة إنسانية ما لم يتم تفعيل رؤية شاملة للأمن والتنمية والتعليم ومكافحة التطرف العنيف في المنطقة.
جدير بالذكر أن جماعة ADF تُعد من أقدم الحركات المسلحة في شرق الكونغو، وقد تأسست في أوغندا أوائل التسعينيات، قبل أن تتحول إلى واحدة من أخطر الجماعات المسلحة بالمنطقة، لاسيما بعد إعلان ولائها الرسمي لتنظيم داعش في عام 2019، ضمن ما يُعرف بـ”ولاية وسط إفريقيا”. وتنشط الجماعة الإرهابية في المناطق الحدودية بين الكونغو وأوغندا، مستغلةً التضاريس الوعرة وانعدام الأمن، وتُنفذ هجمات دورية على قرى ومخيمات مدنية، وتتبنى أساليب عنف دموية تستهدف بثّ الرعب وتقويض الاستقرار.
وأدان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف هذه الجريمة النكراء، فإنه يحذر من انتهاج الجماعات المتطرفة أقصى درجات العنف الوحشي في محاولة لفرض وجودها، واستغلال حالة التهميش والفقر والنزوح في بعض مناطق القارة الإفريقية لنشر فكرها الظلامي.
وأشار المرصد إلى خطورة هذا الفكر المتطرف الذي يتستر بالدين لتحقيق أهداف دموية تخريبية، ودعا المجتمع الدولي والمؤسسات الدينية والتعليمية إلى:
تكثيف جهود نشر الوعي الديني الصحيح في القارة الإفريقية.
دعم حكومات المنطقة في تجفيف منابع التطرف، ومواجهة الأيديولوجيا التي تتغذى عليها تلك الجماعات.
تعزيز أطر التعاون الإقليمي لمنع تمدد التنظيمات الإرهابية عبر الحدود.