ملتقى المرأة بالجامع الأزهر.. د. رضا إسماعيل: اضطرابات المشاعر عند المرأة مرتبط بعوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية متعددة

عقد الجامع الأزهر الندوة الأسبوعية من برامجه الموجهة للمرأة تحت عنوان” اضطرابات المشاعر وأثرها على الصحة النفسية”، وذلك بحضور كل من أ.د رضا إسماعيل أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، ود. سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر.

أكدت د. رضا إسماعيل، على أن اضطرابات المشاعر لدى المرأة مرتبط بعوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية متعددة. ويمكن أن تؤثر هذه الاضطرابات بشكل كبير على الصحة النفسية وجودة الحياة.

وخلال الندوة، ناقشت أستاذ الطب النفسي مفهوم اضطرابات المشاعر وأنها تغيرات حادة ومستمرة في المزاج والعاطفة تتجاوز الحدود الطبيعية. وتشمل: تقلبات المزاج المفرطة، والاكتئاب المستمر، والقلق الزائد، والعصبية المفرطة، والخمول العاطفي أو فقدان الاهتمام، مشيرةً إلى اضطرابات المشاعر لدى المرأة تتأثر بعدة عوامل، منها: العوامل البيولوجية والهرمونية: مثل: تغيرات الهرمونات خلال الدورة الشهرية، وفترة الحمل وما بعد الولادة، وسن اليأس. والعوامل النفسية والاجتماعية: مثل: الضغوط الأسرية، والعمل، وصدمات الطفولة، والتوقعات المجتمعية. والعوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي لاضطرابات المزاج أو القلق.

كما تناولت تأثير اضطرابات المشاعر على الصحة النفسية، وأنها يمكن أن تؤدي إلى: ضعف التركيز وانخفاض الأداء اليومي، واضطرابات النوم والشهية، والصداع واضطرابات الجهاز الهضمي، والعزلة وتدهور العلاقات الأسرية.

كما أوضحت رضا إسماعيل، أن تشخيص اضطرابات المشاعر يتم من خلال: تقييم نفسي شامل مع طبيب أو أخصائي نفسي، واستبعاد الأسباب العضوية مثل: اضطرابات الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات، واستخدام مقاييس معيارية مثل: مقياس هاملتون للاكتئاب أو القلق.

وختمت حديثها ببيان طرق علاج اضطرابات المشاعر عن طريق: العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الدوائي: كمضادات الاكتئاب أو مثبتات المزاج. والعناية الذاتية: مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والتغذية الصحية، والنوم الكافي. والدعم الاجتماعي كالانخراط في مجموعات دعم أو أنشطة اجتماعية.

وقد لقيت مداخلاتها تفاعلًا إيجابيًا كبيرا من الحاضرات اللاتي عبرن عن استفادتهن من المعلومات القيمة التي تم طرحها.

وفي إطار الندوة أوضحت د. سناء السيد أن الإسلام يعترف بمشاعر الإنسان المختلفة كالحب والحزن والخوف والكره والامتنان وغير ذلك. فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يظهر السرور والبهجة عند سماع الأخبار السارة، كما بكى عند وفاة ابنه إبراهيم، وطلب النبي من وحشي قاتل عمه حمزة أن يغيب وجهه عنه. وكان النبي يعترف بمشاعر الحب في إطارها الشرعي فقال (صلى الله عليه وسلم): “لم ير للمتحابين مثل النكاح” مما يدل على احترام المشاعر وتقديرها.

كما أشارت الباحثة بالجامع الأزهر، إلى أن الإسلام وضع ضوابط للتعامل مع اضطرابات المشاعر لضمان التوازن النفسي والاجتماعي؛ إذ نهى الإسلام عن الحقد والحسد والضغينة، وشجع على الصبر واحتساب الأجر عند الفقد، ودعا إلى التسامح والمودة وحرم الهجران بين المسلمين لأكثر من ثلاثة أيام، وكذلك حرم الحداد أكثر من ثلاثة أيام إلا للزوجة على زوجها.
وأضافت: لقد أكد الإسلام على أهمية ضبط المشاعر، قال تعالى: {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ}، وقال تعالى: { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

زر الذهاب إلى الأعلى