براءة الطفولة.. وأنين الوطن!!
بقلم/ إيهاب زغلول
المنسق الإعلامي لمنظمة خريجى الأزهر بالغربية
أمسكت قلمي لأكتب.. فلم أستطع.. ارتعدت أطراف.. أخذتني هالة من الأسى.. اعتصرني الألم لحظات من المرارة عشتها.. الوقت يمر بصعوبة بالغة اضغط ذر المذياع.. اسمع أنين القتلى والجرحى.. أرى في التلفاز آثارالجرح الغائر.. أشلاء هنا ودمار هناك.. قلوب سوداء تتنفس العنف بنهم شديد..
وجوه شيطانية تعبث بكل قيمة إنسانية.. رؤوس تقطفت أجزاء تمزقت أحلام الطفولة تسرق من مخيلة الصغار الدموع تراها في عيونهم الصغيرة تدمي القلوب.. تبدلت براءة الطفولة وهم يحملون في أيديهم البسيطة الحجر يرشقون الآلة الغاشمة.. يد غليظة تمتد نحوهم تحصدهم حصدا.. رصاصات مطاطية،
قنابل عنقودية أحاديث إفك يرددونهابسلام مزعوم.. يقتلون في مهده.. ظنوا أن العضلات المفتولة للقطب الأوحد ستقود شعوبا منهكة القوى.. تسطوا على أوطان وثروات وقدرات البسطاء.. انطلقت بداخلي نفرات ثم زفرات.. أكاد التقت انفاسي بصعوبة.. توغل إلى نفسي شعورا بألم ومرارة الحزن العميق.. لاسيما وأن شمس اليوم بدت مخنوقة أشبه بكسوف كلي قد اعترافها، غاب الأمل وسط غابات كثيفة من قلوب سوداء مظلمة تقبع وسط براميل نفطية كظلام الليل البهيم.. تسمع دوي الرصاصات في كل مكان.. تسقط حضارات ضاربة في جذوة التاريخ التليد.. وتعلو حضارات الهمجية وترتفع هامتها من قاع تاريخ أسود.. لكن مازال هناك صوتا ينادي من ثنايا جب عميق.. يبعث في النفس أملا جديدا أخذت أبحث عن هذا الصوت الشجي حتى وجدته.. انه صوت رجال صادقين مؤمنين.. لاترتعد قلوبهم تنطلق حناجرهم بصيحة العزم والإيمان.. شهداء مرابطون في وجه الإرهاب اللعين ينبعث النور من جبينهم وضاء ينير طريق السعاده الحقيقيه .. الموت عندهم يعني حياة جديدة لكل البشر.. أراهم هناك ومضات الصبر وشيك الباسلة تخرج من زفير أنفسهم.. مازالت أراهم على مقربة يقاومون يستبسلون يدفعون حياتهم من أجل حماية حدود الوطن.. يفقدهم أولادهم وتنخلع قلوب أمهاتهم.. لكنهم ارتضوا أن يكونوا شهداء الواجب الوطني!!
ماأشبه الليلة بالبارحة هل عاد صلاح الدين من جديد.. آيات النصر تبدو واضحة في الآفاق البعيدة.. لكن رويدا روايدا.. فما زالت هناك مسافات واسعة لنجني خيرا عظيما بعودة أمة قوية في وجه دعاة الظلام ولصوص الشعوب وشياطين الإرهاب.