مدرسة الصيام
بقلم / د. ثروت حسين ـ وكيل كلية الدراسات الاسلامية للبنات بكفر الشيخ ـ ونائب رئيس فرع منظمة خريجى الأزهر بكفر الشيخ
يربى الصوم فى الإنسان قوة الإرادة ،وتتمثل فى صون النفس وضبطها عن شهواتها فتلك المدرسة وإن كانت أيامها معدودة إلا أن آثارها تمتد طوال العام فكأنما الصائم فى عصمة لنفسه طوال العام من كثرة خير الصيام ففيه إحتواء للعقل والجسد فعن العقل وصونه نجد ترفعا عن السفه، والفسوق ،واللمز،والهمز، وسيئ الأخلاق، فضلا عن التدريب العملى التطبيقى فى المعاملة مع مشارب الناس على اختلاف مداركهم وطبيعتهم فهو القائل بصوت ندى لمن شاتمه أو قاتلة إنى امرؤ صائم، مقتديا بسيد البرية صلى الله عليه وسلم ، فضلا عن تزكية العقل بالصلاة والذكر ،والتسبيح ،والتهليل ،والقراءة ذات التدبر لآى القران الكريم .ومن هنا يزن الصائم أعماله بميزان التقوى جاعلا إيمانه ومراقبته لله تعالى ديدنه ،وتغذية العقل بتلك الأمور تزكيه وتطهره من أي تلوث فكرى غاشم فيقف متأملا فى خلق السماوات والأرض وماحوله من آيات وعبر فى أيام دهره .
وعلى الجانب المقابل قوة الإرادة نجدها فى التربية الجسدية والتى أحيانا لايبالى صاحبها بوهن أو بضعف مع اعتداله الوسطى وحضوره لتعاليم الهادى صلى الله عليه وسلم “إن لبدنك عليك حقا” فحيث الشره لاتجده حيث يأكل فى معى واحد ،ويجد ما يؤدى لاعتدال مزاجه، وقد ألف العبادة والتبتل فى أحلك الظروف فتبتل فى محراب بيته مجتهدا فى نيل رضا المولى عنه ،ومن هنا كان لصحابها الشفاعة لأنه منع عن الراحة وشد مئزره فصبغته تغيرت تماما وأصبح صاحب قوة وإرادة امتدت إلى عقله ووجدانه ومشاعره التى راعت الفقير والمسكين ،وأصحاب الحاجات ،وصار متعاونا جسدا وفكرا فى أحوال غيره وأغناهم عن السؤال.
ومن هنا فبناء الإنسان واعتدال طاقاته فى التوازن بين مطالب الروح والجسد ولايكون ذلك إلا بتلك المدرسة الربانية فاللهم بارك مصرنا و شعبها وارفع عنا الوباء واجعل أيامنا سعادة ورخاء 0