ليلة القدر
بقلم فضيلة الشيخ محمد الأنصارى
إخواني في الله : كيف ننال من عطاء الله فيها ، إذا أردنا أن ننال من عطاء الله في ليلة القدر ، فعلينا أولا أن نطهر قلوبنا ، من الأحقاد والضغائن ، وأن نملأ قلوبنا بالحب والخير للناس أجمعين ، فإن فعلنا ذلك ننال من عطاء الله في ليلة القدر ، فربما داع فيها وقلبه مملوء بالأحقاد والضغائن ، وربما داع وقد آكل لحق اليتامى ، وربما داع آكل حق عامل ، وهذا يدعوا عليه ، وهذا يدعوا عليه ، ويفوض الأمر لله ، ويقول ( حسبي الله )
– هل تعلم أخي الحبيب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان سيخبرنا متي هي ليلة القدر ، أتدري لماذا لم يخبرنا بيومها ، وما السبب الذي جعله لم يخبرنا بيومها ؟
– فالنستمع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يُبين لنا لماذا لم يُخبرنا بيومها : – عن عُعبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خرجتُ لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحي ، أي تخاصم وتشاجر ، فلان وفلان فَرُفِعت ، وعسي أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة ، والسابعة ، والخامسة ) وفي رواية ( فالتمسوها في العشر الأواخر )
– فهل ننتبه إلي كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، لقد كان سيخبرنا بموعد ليلة القدر ، ولاكنها رُفعت بسبب خصام ومشاجرة بين رجلين ، فهل نعي بما نُحرمُ منه بسب الخلافات والمشاكل ، والأحقاد والضغائن ، كم نسمع عن قضايا المظالم في المحاكم ، فتقطعت صلة الأرحام ، إذا كانت ليلة القدر أُخفيت بسبب خلاف بين رجلين ، فماذا نقول عن أمة يدور فيها من المشاكل الكثير ؟
– لقد وَصَّانا ربنا عز وجل في كتابه فقال( فاتقوا الله وأصلِحوا ذات بينِكم )
وقال ( إنما يُريدُ الشيطانُ ان يُقِعَ بينكم العداوةُ والبغضاء )
– وقال النبي صلى الله عليه وسلم( إن الشيطان قد يئس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكنه رضي بالتحريش فيما بينهم )
إخواني في الله : إذا أردنا أن ننال من عطاء الله في ليلة القدر ، فعلينا أن نُطهر قلوبنا ، وأن نُخرج منها الأحقاد والضغائن ، ونُصفي نفوسنا ، ونُصلح نوايانا ، وأن نتصالح في خصوماتنا ، وأن نرد الحقوق إلي أهلها ؟
عند ذلك نكون من أهل ليلة القدر ؟
أسأل الله العظيم ان يجعلني وإياكم ممن يعتق الله رقابهم من النار في ليلة القدر ؟
جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ؟
ووفقنا وإياكم لطهارة قلوبنا من الاحقاد والضغائن ، أنه ولي ذلك والقادر عليه ؟
وكل عام وانتم بخير