وداعاً رمضان
بقلم فضيلة الشيخ محمد الأنصاري
إخواني وأخواتي في الله : كل عام وانتم والأمة الإسلامية بخير وأمن وأمان ، ونصرا ، ودواما علي الطاعة ؟
إخواني في الله :
اليوم .. المتمم لشهر رمضان – وللعيد سنن علينا المحافظة عليها ، أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
لقد شَرَعَ الله العيد بعد فريضة الصيام ، وهو يوم فرح وسرور ، وتزاور وتصافح ، وصلة للأرحام ، وتوسعة علي الفقراء والمحتاجين ، وإدخال السرور علي الأرامل والأيتام ؟
( وهذه سنن العيد )
١- إحياء ليلة العيد بالطاعة : قال النبي صلى الله عليه وسلم( من أحيا ليلةَ الفِطرِ والأضحى ، أحيا الله قَلبَهُ يومَ تَموتُ القُلُوب ) نحيها بقراءة القرآن ، أوبالذكر ، والصلاة ، فيتقرب العبد لربه في هذه الليلة ؟
٢- الإغتسال : سنة أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه يوم ، زينةٌ وَتَجَمُّل ، والله جميل يُحِبُ الجمال؟
٣- لبس أحسن الثياب ، ليكون العبد في أجمل صورة في هذا اليوم ؟
٤- الأكل قبل الخروج ، وهذا خاص بعيد الفطر ، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج لصلاة عيد الفطر ، يأكل تمرات وترا ، ويخرج إلي المُصلي) علي العبد أن يأكل قبل خروجه لصلاة العيد ، وهو إظهار بأن الصيام قد انتهي ؟
٥- التَكبِير : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نُكثرَ مِنَ التَكبِير ، أن نُكبرَ الله ونَحمدهُ ، وأن نذكره كثيرا ، فعلي العبد أن يُكثر من التَكبِير من لحظةِ خُرُوجِهِ من بَيتهِ للصلاة إلي وقت الصلاة ؟
٦- التَّبْكِير: عليه أن يخرج إلي المسجد مُبكِرا ، لينال من عطاء الله ، لِيُسَجَّلَ في سجلات الملائكة ، فإنها تُسجِلُ ، الأولَ فالأول ؟
٧- المرور حين الذهاب إلى المسجد من طريق ، ويعود من طريق آخر ، ليُكتبَ في سجلات الملائكة ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان يوم العيد أرسلَ الله مَلائكةً يقِفونَ علي أَفْوَاهِ السِكَك يكتُبونَ كُلَّ مَن يَمُر ) تَكتُب الملائكة من خرجوا لأداء صلاة العيد ؟
٨- الإستماع للذكر بعد الصلاة ، أي إستماع خُطبة العيد ، فالصلاةوالإستماع للخطبة متمم لسنة العيد ؟
٩- التصافح بين المسلمين ، والتهنئة ، فله عظيم الأثر في قلوب المسلمين ، يملأ القلوب بالألفة والمودة ، وبه تتساقط الذنوب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا تَصافَحَ المُسلِمَانِ تَسَاقَطَت ذُنُوبَهُما قَبلَ أن يَفتَرِقا ) ويُستحبُ التهنئة فيقول المسلم لأخيه تقبل الله منا ومنك ؟
١٠- التزاور بين المسلمين ، وخاصة بين الأرحام : قال سبحانه ( وَأُولُوا الأرحامِ بَعضُهم أولي بِبَعضٍ في كِتابِ الله )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم( من أحبَ أن يُبسَطَ له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرهِ فاليَصِلُ رَحِمَه )
١١- عدمُ المعصية: لأن يوم العيد الأجر فيه مُضاعف ، وكذلك المعصية فيه وزرها مضاعف ، لأنه يوم شكر لله عز وجل ، وهو يوم نُعَظِمُ فيه شَعيرةٌ من شعائر الله؟
١٢- عدم تجديد الأحزان : فيوم العيد يوم فرح وسرور ، وشكر لله علي إتمام نعمة الصيام ، ولم يكن يومٌ لتجديدِ الأحزان ، كاجتماع النساءِ في بيت المُتَوفي ، والحضور في الدواوين ، لأن هذا عِيدَهُ الأول ، وهذا لا يجوز شرعا ، لأن تجديد الأحزان منهي عنه في دين الله ، ولا يجوز للمسلم أن يُجددُ الأحزان ؟
١٣- عدم خروج النساء إلي المقابر : فهذا تجديد للحزن في يوم يجب فيه الفرح والسرور ، ناهيك عما تخرج به النساء إلي المقابر ، بالزينة ، واصطحاب الفتيات ، تخرج متزينه متعطرة ،وكأنه عرض للزواج ، وهذا لايليق بالمسلمة ، التي تُحافظ علي عِرضِها ، وأخلاق دينها ، قال صلي الله عليه وسلم( أيُما امرأةٌ خَرجَت مُتعَطِرة ، فَمَرَّت بالمجس وشُمَّ رِيحُها فهي زانية ) وهو منهي عن المرأةالزينة والعِطرِ يوم العيد وغيرة ؟
- وواجب علينا الأباء ان نتقي الله في أبنائنا ، فهم أمانة الله في أعناقنا ، وسيحاسبنا الله عليهم يوم القيامة ، ولقد حَرَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الجنة علي من يتركون زوجاتهم وبناتهم ، يخرجون في زينة ، فقال ( لا يدخل الجنة ديوس ) قالوا وما الديوس يارسول الله ، فقال ( الذي لا يَغَارُ علي عِرضِه )
— فاجتهدوا إخواني وأخواتي في الله ، في فعل الطاعات ، واجتنبوا الخطايا والسيئات ، لتفوزوا بالحياة الطيبة في الدنيا ، والأجر العظيم في الآخرة بعد الممات ، قال سبحانه ( مَن عمِلَ صالحا من ذكرٍ أو أنثي وَهَو مُؤمِنٌ فَلنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أجرَهُم بِأحسَنِ ما كانوا يَعْمَلونَ )
اللهم ثبتنا على الإيمان والعمل الصالح ، وأحينا حياة طيبة ، وألحقنا بالصالحين ؟
والحمد لله رب العالمين
وفقني الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح والإصلاح
كل عام وأنتم والأمة الإسلامية بخير ؟
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ، وجعلنا وإياكم من عتقاء شهر رمضان من النار ، ومن السعداء المقبولين في دار القرار ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته