ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش “حكمة النبي القائد ومقومات الأمة” غداً
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر، يعقد الجامع الأزهر غداً ملتقى السيرة النبوية الرابع عشر، والذي يناقش على مائدته “حكمة النبي القائد ومقومات الأمة”.
ويستضيف الملتقى كل من: أ.د السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقاً، وأ.د خالد عبد النبي عبد الرازق، أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين بالقاهرة، ويُدير الحوار الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية بالجامع الأزهر الشريف.
وأوضح د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية بقوله، اجتمع رسول الله ﷺ بأصحابه المهاجرين والأنصار في المدينة، وكان ﷺ صاحب الأمر الأول فيها، لا أحد يعترض على أوامره أو يخالف قراراته. وفي المدينة ظهرت بوضوح مهارة القيادة لدى النبي ﷺ، ومعالجته لكل المشاكل الطارئة في المجتمع الجديد. فكان من أول قراراته ﷺ التي أدهشت المؤرخين والباحثين في سيرته تغييره لاسم المدينة، غَيَّرها من يثرب إلى المدينة، اسم يوحي بالتمدن والحضارة، والانتقال من حياة البداوة وطبائع الصحراء، من الجفاء والغلظة، والتباعد والتفرق، والتفاخر والاهتمامات البسيطة، إلى طبائع أهل المدن، الاجتماع والتعاون، وقيام الأسواق ووجود دور التعليم، والقضاء والحقوق، والاجتماع في مكان واحد مستقر يؤوب إليه الناس، وهذه معانٍ مشتقة من هذا الاسم الجديد (المدينة). فالإسلام رسالة مدنية متحضرة، فيه كل معاني الحضارة والتمدن.
لافتاً إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار مساعي الأزهر الشريف في تعميق الفهم بصحيح الدين، مما يساهم في تعزيز الوعي العام حول سيرة النبي ﷺ، داعيًا الجميع للحضور والمشاركة في هذا الحدث المميز، الذي يعكس دور الأزهر الشريف الذي يقوم به فى هذا الصدد.
من جانبه أضاف د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، بقوله: تأسَّس المجتمع الإسلامي الجديد على التضامن والتكافل الاجتماعي، فالأفراد كلهم جسدٌ واحد، وروح واحدة في الإحساس بالألم، والشعور بالمشاركة فيه، وليس من شكٍّ أن في هذا الاتِّحاد الجامع المتضامن ما يعكسُ صورةً رائعة أوضحت الشكلَ الجديد لمجتمع الرسول الكريم ﷺ. فالمؤمن يجبُ أن يشدَّ من أزر أخيه، وأن يقف بجانبه، يشاطره المحن، ويمسح عن وجهه الكآبة والحزن، ويرفع عن كاهلِه الأحمالَ الثِّقال، بقدر ما يستطيع إلى ذلك سبيلاً.
مشيراً إلى أن المجتمع الإسلامي الجديد أصبح مجتمعاً تترابطَ فيه المصالح، وتتوحد الأهداف، وتتشابك العَلاقات الإنسانية والاجتماعية. مجتمع “الكل” تجدُّ فيه أمور وأحداث، وتطرح على ساحاته ثَمَّة مشاكل، وتطفو على سطحه – في حالات الشدة والعسرة – بعضُ المصاعب، إلى آخر ذلك مما يتطلب له الحلول والعلاجات، على أن تكونَ تلك الحلول نابعةً من ضمير الجماعة الإسلامية، وممثلة لفكرها الموحَّد، ومعبِّرة عن روحها وإرادتها الواعية.
ويأتي هذا الملتقى امتدادا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الأربعاء من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.