الفتنة والتطرف وأثرهما على أمن الوطن.. وطرق التصدي
بقلم فضيلة د. عبد الرحمن سرحان
عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمحافظة مطروح
الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد:
لاشك أن نعمة الأمن هي من أكبر النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان لأن الإنسان إذا عاش آمنا يستطيع أن يحقق غايته في الكون وأن يقيم العمران ، ولولا الأمن والأمان ما كان استطاع الإنسان على مستوى الفرد والمجتمع، أن يعيش حياةً سويَّةً، مُنتِجة ويتطور بها يومًا بعد يوم، يقول الله تعالى في كتابه العزيز:﴿ لِإِيلَٰفِ قُرَيۡشٍ ١ إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ ٢ فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ ٣ ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوع وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۢ ٤ ﴾. فعَنْ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ , فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا “.
ونعمةُ الأمنِ أعظمُ من نعمةِ الرزقِ، ولذلك قُدِّمتْ عليها في الآيةِ الكريمةِ . قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } ، فبدأَ بالأمنِ قبل الرزقِ لسببين:
الأولُ: لأنّ استتبابَ الأمنِ سببٌ للرزقِ، فإذا شاعَ الأمنُ واستتبَّ ضربَ الناسُ في الأرضِ، وهذا مما يدرُّ عليهم رزق ربِّهم ويفتحُ أبوابهُ، ولا يكونُ ذلك إذا فُقِدَ الأمنُ.
الثاني: لأنّه لا يطيبُ طعامٌ ولا يُنتفعُ بنعمةِ رزقٍ إذا فُقِدَ الأمنُ، فمَن مِن الناسِ أحاطَ به الخوفُ مِن كلِّ مكانٍ، وتبددَ الأمنُ من حياتهِ ثم وجدَ لذةً بمشروبٍ أو مطعومٍ؟! “وقد سُئلَ بعضُ الحكماءِ، ما النعيمُ؟! قال: الغِنَى فإنّي رأيتُ الفقرَ لا عيشَ له، قِيل: زدنَا، قال: الأمنُ فإني رأيتُ الخائفَ لا عيشَ له، قيل: زدنَا، قال: العافيةُ فإنّي رأيتُ المريضَ لا عيشَ له، قيل: زدنَا، قال: الشبابُ فإنّي رأيتُ الهرمَ لا عيشَ له”.
وهذا هو يوسفُ عليه السلامُ يطلبُ من أبويهِ دخولَ مصرَ مخبرًا إياهُم بوجودِ الأمنِ والاستقرارِ على أرضِها فقال جلّ وعلا :(( فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِنْ شَاء اللّهُ آمِنِينَ )) ،ولمَّا خاف موسى عليه السلامُ أعلمَهُ ربُّه أنّه من الآمنين ليهدأَ رَوْعُه، وتسكنَ نفسُه:(( وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَاتَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ )) ،ولما دخلَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم مكةَ فاتحًا لها أمّنَ أهلَها، فقال: «من دخَل دارَ أبي سفيانَ فهو آمنٌ، ومن ألقَى السّلاحَ فهو آمنٌ، ومن دخل المسجدَ فهو آمنٌ». فالأمن بالنسبة للمواطن كالروح بالنسبة للجسد.
صفات أصحاب الفتن والتطرف
نجد في القرآن الكريم صفات كثيرة أشتهر بها أصحاب الفتن والتطرف :
أولاً: صفات عدوانية :
1-سفك الدماء دون وجه حق :وهذا ماتوقعته الملائكة لبعض بني آدم:”وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” , وهذا ما حدث فعلا من فرعون وأمثاله “إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ”.
2-الاعتداء على المال العام والخاص:وقد نهى سبحانه عن سرقة المال العام والخاص:”وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بالإثم وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”.
3-التطفيف في الحقوق:ربط سبحانه بين التطفيف(النقصان) في الحقوق والفساد فقال على لسان شعيب عليه السلام “وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ”.
4-ترويع الآمنين وقطع الطريق:بين سبحانه أن هذا من الفساد والإفساد فقال عن صفات المفسدين “وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ”.
5-أكل أموال اليتامى ظلما ومخالطتهم بنية سيئة:فأمرنا ربنا سبحانه بحسن التعامل معهم وصيانة أموالهم فقال “وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ”.
ثانياً:صفات اجتماعية:
1-قطع الأرحام:فقال سبحانه “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ”.
2- نقض العهود والمواثيق:فقال سبحانه “وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ”.
3- البغض والحسد في المجتمع:فقال سبحانه “وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”.
4- الغدر والخديعة في المجتمع:فقال عز وجل “وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ”.
رسالة إلى أصحاب الفتن والتطرف (تذكيرٌ وتحذيرٌ)
لقد تكاثر أصحاب الفتن والتطرف وتفننوا في ابتكار صنوف الفساد والإفساد في شتى المجالات وكل الميادين، وكان وجودهم من الأسباب الرئيسية لتخلُّف الأمة وتردِّي مكانتِها؛ من أجل ذلك كان من الواجب علينا أن نبعث لهم رسالة تذكير وتحذير من سوء عاقبتهم في الدنيا والآخرة:
1-نذكر أصحاب الفتن والتطرف أن الله لا يحب الفساد ،ولايحب المفسدين، قال تعالى: وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﱠ. و قال تعالى:وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَاۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﱠ .
2- نذكر أصحاب الفتن والتطرف أن الله حذر عبادة من بث الفتن من الإفساد في الأرض الذي قال الله عز وجل عنه: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ .
3- نذكر أصحاب الفتن والتطرف أن بث الفتن والأفكار المتطرفة من الإفساد في الأرض ومن أخلاق المنافقين الذي قال الله عز وجل عنهم:وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) ﱠ.
4- نذكر أصحاب الفتن والتطرف أن بث الفتن والأفكار المتطرفة من الإفساد في الأرض ومن أخلاق اليهود الذي قال الله عز وجل عنهم:وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا .
5-نحذر أصحاب الفتن في الدولة بأن الله أعد لهم عذاباً أليماً في الدنيا قبل الآخرة، قال تعالى:إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ .
6- نحذر أصحاب الفتن والتطرف بأن الله أعد لهم عذاباً أليماً في الآخرة، قال تعالى: وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعْدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى ٱلْأَرْضِۙ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوٓءُ ٱلدَّارِ ﱠ
طرق مواجهة الفتن والتصدي لها من أجل وطن آمن
يا من تريدون إصلاح ظاهرة الفتن والافكار المتطرفة عليكم بالتمسك بطرق هذا العلاج للقضاء على تلك الظاهرة الشرسة،ويكون ذلك فيمايلي:
الطريق الأول: التوعية بخطر الفتنة وعاقبة أصحابها:
وذلك عن طريق عمل الدروس والخطب،والإعلام المرئي والمسموع والمقروء والانترنت؛ وجميع وسائل الاتصال الحديثة؛ بهدف توضيح مخاطر بث الفتن وإشاعتها على المستوى الثقافي والديني والاجتماعي والاقتصادي؛ مع بيان أن جريمة الفتنة إنما هي مخالفة صريحة للأوامر الإلهية ولما جاء بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, وبيان أن ذلك دليل على ضعف الوازع الدينى لدى صاحبها, ولهذا فإن الإسلام يعمل على تنمية وتقوية الوازع الدينى لدى كل أفراد المجتمع حتى يكون الوازع الدينى هو الذى يمنع المرء من ممارسة الفتن والوقوع في مخاطرها.
وكذلك تربية النشء(الجيل القادم) على المبادئ الإسلامية لأن الأبوين هما المسئولان عنهم، وبين ذلك الرسول في قوله:” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”.
الطريق الثانية: فرض عقوبات رادعة لأصحاب الفتن:
والهدف من العقاب هو ردع كل مَنْ تُسَوِّل له نفسه أن يفتن أو يقدم على أي نوعٍ من أنواع الفتنة بكل صورها، وليس الهدف التشفِّي أو الانتقام من صاحبها؛ لذلك عَمِل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تأصيل هذه المعاني في نفوس الصحابة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ” أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، قَالَ: اضْرِبُوهُ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، قَالَ: لَا تَقُولُوا هَكَذَا، لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ”. فلو تًرك شارب الخمر لأحدث فتنة بين الناس حتى يظنوا بحله،وهكذا مع باقي الجرائم المؤدية إلى زعزعة أمن الدولة.
الطريق الثالث: قيام أهل الصلاح والإصلاح بالنهي عن الفتنة :
قال تعالى: { فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }.
الطريق الرابع: تعاون جميع فئات المجتمع:
لأن حلَّ ظاهرة الفتن وعلاجَها لا يقتصر على فئةٍ معينةٍ، وإنما يشمل جميعَ أفراد المجتمع: شباباً وأسرةً ودعاةً ومؤسساتٍ وحكومةً؛ فإذا كان الطبيب يعطى المريض جرعة متكاملة حتى يشفى من سَقمه – إن قصر فى نوع منها لا يتم شفاؤه – فكذلك علاج هذه الظاهرة يكون مع تكاتف المجتمع بجميع فئاته، فكل فئة لها دور ، وباكتمال الأدوار يرتفع البنيان.
جعلنا الله وإياكم من المصلحين في الدولة الداعين إلى أمنها واستقرارها
هذا والحمدلله رب العالمين، وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.