أ.د.محمود عبدالجواد لأئمة وباحثي ألمانيا: يجب على من يتصدى للإفتاء أن يراعي الضوابط العلمية للإفتاء حتى يخرج فتوى سليمة تناسب حال المستفتي
واصلت الدورة التدريبية لأئمة وباحثي ألمانيا، والتي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، تحت عنوان: (إعداد المفتي المعاصر)، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، بمحاضرة لعدد ٣٢ متدربا وباحث فتوى من دولة ألمانيا، تحت عنوان: “ضوابط الفتوى المتعلقة بفقه التنزيل”، والتي ألقاها أ.د. محمود عبدالجواد، الأستاذ بجامعة الأزهر، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
قال الدكتور محمود عبدالجواد، الأستاذ بجامعة الأزهر: إن الفتوى مهمة دقيقة لا بد أن يتصدر لها المتخصصون الذين أفنوا أعمارهم في دراسة علوم الفقه والشريعة، مما يجعلهم يضبطون فتاواهم بضوابط علمية، تخرج للمستفتي فتوى شافية تتناسب مع مقتضى حاله.
ووضح الدكتور عبدالجواد أن عدم دراسة المتصدر للإفتاء لعلوم الشريعة، يؤدي إلى عدم الأخذ بضوابط الإفتاء، وبالتالي يصدر فتاوى خاطئة ومتعصبة وغير شافية لمقتضى حال المستفتي، مؤكدا أن الإفتاء بلا علم، والتعصب للرأي، هما أهم أسباب التطرف الفكري الذي تستخدمه الجماعات المتطرفة في إحداث البلبلة والتفرق داخل المجتمعات، مضيفا أن السبب الرئيس في بقاء الأزهر لأكثر من ألف عام، هو التعددية، وقبول الاختلاف في تناول المسائل الفقهية والعقدية، حيث يدرس الأزهر كل الأراء، ويأخذ منها ما هو صالح، ويترك ما ليس بصالح.
وبين الدكتور عبدالجواد الضوابط التي يجب أن تتوافر في المفتي، وهي: العلم بالأحكام الشرعية، من خلال العلم بالكتاب والسنة، واللغة والفقه وأصوله، والتفسير، مع العلم بالأحاديث الآحاد منها والمتواتر منبها على أهمية أن يتخصص المفتي في تخصص فقهي دقيق، لأن ذلك من شأنه أن يضبط الفتوى، مشيرا إلى أن أول من فعل ذلك هم الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم، فكان الناس يستفتون زيدا رضي الله عنه في الفرائض، ومجاهد في الحج، وهو ما يؤكد اعتناء الإسلام بالتخصص، وترك الإنسان ما لا يعنيه.
في نهاية المحاضرة أجاب الدكتور عبدالجواد على أسئلة المتدربين، وأوصاهم بأن يهتموا بالفقه وأصوله، والقرآن وعلومه، لأن هذا من شأنه أن يغرس فيهم مراعاة الضوابط الفقهية للإفتاء، ويخرج فتوى واعية بمقتضى الحال.