الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش «مذهب الإمام أبو حنيفة في فقه العبادات- رؤية فقهية».. غدًا
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات د. محمد الضويني، وكيل الأزهر عصو مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، يعقد غدًا الجامع الأزهر الملتقى الفقهي بين الشرع والطب الثاني والثلاثين بعنوان «رؤية معاصرة»، والذي يناقش على مائدته: مذهب الإمام أبو حنيفة في فقه العبادات “رؤية فقهية”. ويستضيف الملتقى: د.محمد صلاح حلمي سعد، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، ود. هشام السيد الجناينى، أستاذ الفقه المساعد بكلية الشريعة والقانون بطنطا، وعضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ويُدير الحوار د. رضا عبد السلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق.
أكد د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة هامة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مبيناً بقوله: لقد كانت حياة الإمام أبي حنيفة مثالاً للتفاني في العبادة والعلم، وتجسيداً لمنهج فقهي فريد رسَّخه في قلوب أصحابه. وقد تميز مذهبه في فقه العبادات بتلك الأصول الراسخة التي لا تحيد عن كتاب الله وسنة رسوله، مع الالتزام بالقياس والاستنباط الدقيق في المسائل المستجدة.
أوضح أنه في منهجه قد استند على القرآن والسنة، المصادر الأساسية للتشريع، وقدمها على غيرها من الأدلة، فكان يستند إلى نصوص القرآن والسنة في استنباط الأحكام الشرعية. كما استعمل الإمام أبو حنيفة الإجماع والقياس كأدوات استدلال في حال عدم وضوح النص الصريح في مسألة ما، فيعتمد الإجماع في الأمور المتفق عليها، بينما يلجأ إلى القياس لاستنباط الأحكام في القضايا المستحدثة.
من جانبه، أشار د. هاني عودة إلى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا على ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية.
وأضاف فضيلته بقوله: كان الإمام أبو حنيفة مخلصًا في طلب الحق، وكان لإخلاصه لا يفرض أن رأيه هو الحق المطلق الذي لا يشك فيه، بل كان يقول: “قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا”. وقيل له: “يا أبا حنيفة، هذا الذي تفتي به هو الحق الذي لا شك فيه”، فقال: “والله لا أدري لعله الباطل الذي لا شك فيه”. وكان أبو حنيفة لإخلاصه في طلب الحق يرجع عن رأيه إذا ذَكر له مناظرُه حديثاً لم يصح عنده غيره ولا مطعن له فيه، أو ذكرت له فتوى صحابي كذلك.
يأتي هذا الملتقى امتدادًا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.