6 علامات تخبرك أنك مدمن «السوشيال ميديا»

كتبت- ندى فوزى:

أطفال الـ «Facebook» ظاهرة أشبه بالقنبلة الموقوتة، التى أوشكت على الانفجار فى وجه المجتمع؛ فهى تعد أخطر من ظاهرة أطفال الشوارع؛ لأنها لا تتقيد بمرحلة الطفولة فحسب، لكنها تشتمل على جميع الأعمار، وتحتل البيوت فى غفلة من سكانها فتصبح البيوت أوحش من الشوارع.

قال د. عمرو الوردانى، مدير إدارة التدريب وأمين الفتوى بدار الإفتاء،: إن من أهم سمات ظاهرة أطفال الـ «Facebook»، استبدال الفضاء الإلكترونى بالشارع؛ فيصبح الإنسان ليس موجودًا إنسانيًّا فى البيت، ولو كان بين أفراد أسرته فى منزله، والتسول الإلكترونى للإعجاب والتواصل مع الآخرين، والشيخوخة الإنسانية المبكرة، ويظهر ذلك بتحويل كل الأعمال التى تنمِّى العلاقات إلى منتجات إلكترونية هشة الإنسانية.

أضاف «الوردانى» على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أن من أهم سمات هذه الظاهرة أيضًا الكآبة والتوجع المستمر وإدمان الشكاية، وذلك لأن هذا النوع من الأطفال أصبح يعيش فى العالم الافتراضى الممزوج بإعجاباته وتعليقاته التى تصيب صاحبها بإدمان الوحدة والوحشة، وروعنة إفشاء الأسرار وتبرير الفضح، وذلك من خلال اللعب الدائم على نغمة الإثارة للتحفيز للمشاركة، حتى لو كانت هذه المشاركة فى حفلة لعب بأعراض أو أرواح أو قيم لمجتمع، وكل هذا فى غياب تام للضمير الآمر بقدسية الاستيثاق والتبين .

أكد أنه سيأتى زمان تكشف فيه الأبحاث الاجتماعية والنفسية عن نتائج خطيرة عن مساهمة «الفيس بوك» ووسائل التواصل الحديثة فى زيادة نسب المرض النفسى والكآبة والانتحار، وقد بدأت بوادر هذه الأعراض فى الظهور .

أوضح أنه إذا أراد الإنسان أن ينجو من فضاء الـ«  «Facebook، أو ينقذ أحد أحبابه من أن يكون طفلاً للـ «Facebook»، ينبغى عليه فعل هذه الأمور ليسترد حياته: أن يحدِّد هدفًا واحدًا واضحًا فى كل مرة استعمال للـ «Facebook» لا يتجاوزه بأى حال من الأحوال، مثل: سأطلع على الصفحة الشخصية لفلان لأعرف تخصصه، وأخرج من صفحته بمجرد تحقيق هدفى، وألا يجعل مجموع استعماله للـ «Facebook» ووسائل التواصل الأخرى يتجاوز الساعة ونصف الساعة فى اليوم، مهما كانت الأسباب وعليه أن يوزع هذه الـ 90 دقيقة على عدد من المرات (9- 16 مرة) .

أضاف: عليه أن ينوِّع وسائل تواصله مع الآخرين، وأن يعد الاعتبار للاتصال المباشر؛ حتى يسترد الحياة الحقيقية المليئة بالمعانى الدافئة، بدلاً من برودة الرموز والأشكال، التى تسرق منه معنى الحياة، وألا يتابع الشخص نتيجة ما كتبه على مواقع التواصل الاجتماعى إلا بعد ثلاث ساعات؛ لأنها المدة التى تعطى له التصور الواقعى عن تأثير ما كتبه.. مؤكدًا أنه ينبغى عليه ألا يستجيب لأى فكرة مجهولة النسب؛ حتى لا يصبح من المهمشين والعالة والمتسولين للفكر، فإن أعجبته فكرة من هذا النوع يبحث لها عن مصدر موثق .

أشار إلى أنه ينبغى على الإنسان ألا يكتب شيئًا على صفحته الشخصية إلا بغرض وهدف، فخيرٌ له أن يمسك عن كتابة «بوست» سطحى يجرَّه ليقع فى دائرة ودوامة الكتابة العبثية، التى هى أوسع أبواب إدمان التفاهة، والتى يخصم مع كل جرعة منها من قيمته وقيمه عند نفسه قبل المارين على صفحته.. لافتًا إلى أنه ينبغى عليه أن يحافظ على أسراره، ولا يلقى بها أمام أعين أطفال الـ «Facebook»؛ حتى لا يتلاعبوا بتفاصيل حياته وحياة أسرته الكريمة بدم بارد وبلطجة ووقاحة.

زر الذهاب إلى الأعلى